حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وبات قلقاً لم تغمض له عين خوفاً على المسلمين . . . قال عطية بن عامر : فوالله ما شبهت عساكر اليرموك إلا كالجراد المنتشر إذْ سدَّ بكثرته الوادي ! قال : ونظرت إلى المسلمين قد ظهر منهم القلق وهم لا يفترون عن قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وأبو عبيدة يقول : رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ » . أبو بكر وعمر يستنجدان بعلي ( عليه السلام ) خاف أبو عبيدة من تحشيد الروم ، فكتب إلى أبي بكر ، ثم كتب إلى عمر . قال الكلاعي الأندلسي : 3 / 279 : « وقد استمدوا أبا بكر ، وأعلموه الشأن ، في صفر من سنة ثلاث عشرة » . فقد حشد الروم مئة وعشرين ألف مقاتل ، وكان عدد المسلمين أربعةً وعشرين ألفاً . ( تاريخ دمشق : 2 / 143 ) . وقال ابن الأعثم في : 1 / 179 : « وبلغ أبا عبيدة بأن ماهان وزير هرقل أقبل في عساكره ، حتى نزل مدينة حمص في مائة ألف ، فاغتم لذلك . . . قال : ثم تكلم قيس بن هبيرة المرادي فقال : أيها الأمير هذا وقت رأيٌ نشير به عليك ، أترانا نرجع إلى بلادنا ومساقط رؤوسنا ، وتترك لهؤلاء الروم حصوناً ودياراً وأموالاً قد أفاءها الله علينا ، ونزعها من أيديهم فجعلها في أيدينا ، إذن لا ردنا الله إلى أهلنا أبداً إن تركنا هذه العيون المتفجرة والأنهار المطردة والزرع والنبات والكروم والأعناب والذهب والفضة والديباج والحرير والحنطة والشعير ! ونرجع إلى أكل الضب ولبوس العباءة ، ونحن نزعم أن قتيلنا في