قال فبعث إلي رسولاً يعزمه ليأتيني ، قال : وبعث إلي بدابة فانطلقت إليه لعمر الله احتساباً رجاء أن يسلم فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي ، وقلت له إنه والله لهو النبي الذي تجدونه في كتابكم ! فقال : إني لأعرف ما تقول ، قلت : فما يمنعك من الإسلام ؟ فإذا رجل مستكبر راغب في منزلته ، فلم يسلم » . أقول : كان في ميسان والأهواز يهود ، ويظهر أن حاخامهم رأس الجالوت جاء ليشتري سبايا اليهود . ويدعي ابن سلام أنه التقى به صدفة ، وأنه دعاه إلى الإسلام فلم يقبل منه . وعبد الله بن سلام لا يوثق به . معارضة عمر بن الخطاب لفتح العراق وإيران من الثابت عند المحدثين والمؤرخين أن عمر بن الخطاب كان معارضاً لقتال المرتدين ، كما كان عمر مخالفاً لفتح العراق ، ويرى أن المثنى بن حارثة الشيباني قد ورط المسلمين بعملياته لفتح العراق ، وليته لم يفعل ! وقد صرح بذلك مبعوث عمر إلى العراق جرير بن عبد الله البجلي ، عندما اختلف مع المثنى فكتب له ، كما في فتوح ابن الأعثم : 1 / 136 : « أما بعد فقد ورد كتابك عليَّ فقرأته وفهمته ، فأما ما ذكرت أنك الذي أقدمت المهاجرين والأنصار إلى حرب العدو ، فصدقت ، وليتك لم تفعل ! وأما قولك : إن المهاجرين والأنصار لحقوا ببلدهم ، فإنه لما قتل أميرهم لحقوا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وأما ما ذكرت أنك أقمت في نحر العدو فإنك أقمت في بلدك ، وبلدك أحب إليك من غيره » .