وبعد سنوات قليلة كانت معركة ذي قار ! وقعة ذي قار من الوقائع المشهورة في التاريخ ، وننقلها باختصار من تاريخ الطبري ( 1 / 608 ) وغيره من المصادر التي أدرجناها . كان عدي بن زيد العبادي الشاعر مترجماً لكسرى ، فقتله النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، فاستدعى كسرى النعمان فخاف منه ، فمضى سراً إلى ذي قار ، ونزل على هانئ بن مسعود سيد شيبان وبكر بن وائل ، وأودع عنده أمواله ونساءه ، ثم ذهب إلى كسرى فحبسه في خانقين حتى مات في سجنه بل قتله ! ونصب إياس بن قبيصة الطائي ملكاً على الحيرة ، وأمره أن يبعث إليه بتركة النعمان وعائلته والدروع التي كانت لكسرى عنده ، وكانت أربعة آلاف درع برواية اليعقوبي ( 1 / 225 ) ، فأرسل إياس إلى هانئ بن مسعود الشيباني أن يبعث بالأموال والنساء إليه ، فأبى هانئ أن يسلم خَفْرَته وأمانته . « فلما منعها هانئ غضب كسرى وأظهر أنه يستأصل بكر بن وائل ، وعنده يومئذ النعمان بن زرعة التغلبي ، وهو يحب هلاك بكر بن وائل ، فقال لكسرى : يا خير الملوك أدلك على غرة بكر ؟ قال : نعم . قال : أمهلها حتى تقيظ فإنهم لو قد قاظوا تساقطوا على ماء لهم يقال له ذو قار ، تساقط الفراش في النار ، فأخذتهم كيف شئت ، وأنا أكفيكهم ! فترجموا له قوله تساقطوا تساقط الفراش في النار ، فأقرهم حتى قاظوا ، وجاءت بكر بن وائل ، فنزلت الحنو حنوذى قار وهى من ذي قار ليلة ، فأرسل إليهم كسرى النعمان بن زرعة ، أن اختاروا واحدة من ثلاث خصال ، فنزل النعمان على هانئ ثم قال له : أنا رسول الملك