فكان طليحة يقول : إن جبرئيل يأتيني ، وسجَع للناس الأكاذيب ، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول : إن الله لا يصنع بتعفر وجوهكم ، وتقبيح أدباركم شيئاً . أذكروا الله أعفة قياماً . إلى غير ذلك ، وتبعه كثير من العرب عصبيةً ، فلهذا كان أكثر أتباعه من أسد وغطفان وطئ ، فسارت فزارة وغطفان إلى جنوب طيبة ، وأقامت طئ على حدود أراضيهم ، وأسد بسميراء ، واجتمعت عبس وثعلبة بن سعد ومرة ، بالأبرق من الربذة ، واجتمع إليهم ناس من بني كنانة » . ( وتاريخ دمشق 25 / 156 ) . « فأرسل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ضرار بن الأزور ، فقدم على سنان بن أبي سنان ، وعلى قضاعي ، ثم أتى بني ورقاء من بني الصيداء . . بكتاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمره إلى عوف بن فلان فأجابه وقبل أمره ، وكان بنو ورقاء يسامون بني فقعس ، فشغب على طليحة وراسلوا كل مسلم ثبت على إسلامه ، وكان الإسلام يومئذ في بني مالك فاشياً ثابتاً ، وكان السعدان والحنزب قد تنازعوا في أمر طليحة ، وعسكر المسلمون بواردات ، واجتمعوا إلى سنان وقضاعي وضرار وعوف . وعسكر الكافرون بسميراء ليجتمعوا إلى طليحة ، وأطرق طليحة ونظر في أمره . واجتمع ملأ عوف وسنان وقضاعي على أن دسوا لطليحة مخنف بن السليل الهالكي ، وكان بهمة ( شجاعاً ) وكان قد أسلم فحسن إسلامه . وقالوا شأنك وطليحة ففعل ، فلما وقع إليهم أرسل إليه فأعطاه سيفه فشحذه له ، ثم قام به إليه وعنده رجال من قومه ، فنام عليه فطبق به عليه هامته فما خَصَهُ وخرَّ طليحة مغشياً عليه .