ومعنى رَعْبلوه : قطعوا أطناب الخيمة وهدموها ، أو خرقوها بالسيوف ، ففي الفايق ( 2 / 44 ) : أن أهل اليمامة رعبلوا فسطاط خالد بالسيف ، أي قطَّعوه ! وزعم بعض الرواة أن خالداً نادى في المسلمين أن يرجعوا ، لكن الهارب لا ينادي بمثل ذلك ، فلا بد أن يكون الذي نادى عمار وأبو دجانة وبقية الشجعان ، قالوا : ويحكم يا قراء القرآن ! أما تخافون غضب الرحمن وعذاب النيران ؟ ويحكم يا أهل دين محمد ! أين الفرار ممن يزعم أنه شريك نبيكم محمد في نبوته ورسالته ! أما تخافون الله أن يطلع عليكم فيجازيكم على سوء فعلتكم ! وقد وصف ابن الأعثم ( 1 / 29 ) ما حدث بعد النداء قال : « فثاب الناس إليه من كان جانب حتى أحدقوا به ، ودنت بنو حنيفة للقتال كأنهم الأسد الضارية واشتبك الحرب بين الفريقين ، وتقدم أبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري ثم حمل على بني حنيفة فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة ، قال : وحمل عليه رجل من سادات بني حنيفة ليضربه بالسيف فأخطأه ، وضربه أبو دجانة ضربة فقطعه نصفين ! وحمل على رجل آخر من بني حنيفة وولى الحنفي من بين يديه ، ولحقه أبو دجانة فضربه فقطع ساقيه جميعاً ! ثم حمل على ميمنتهم فضرب فيهم ضرباً وجيعاً ، وحمل على ميسرتهم ففعل كذلك وكان ربما حمل على الرجل فيعانقه ثم يضربه فيذبحه ، ثم يقف وينادى بأعلى صوته : يا أهل الدين والإسلام ، إليَّ إليَّ ، فداكم أبي وأمي !