يسترونه بالثياب ، وكلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال له رسول الله : لو سألتني هذا العسيب الذي في يدي ما أعطيتك » . وفي الطبقات : 1 / 316 : « بضعة عشر رجلاً فيهم رحال بن عنفوة ، وسلمى بن حنظلة السحيمي ، وطلق بن علي بن قيس ، وحمران بن جابر من بني شمر ، وعلي بن سنان ، والأقعس بن مسلمة ، وزيد بن عبد عمرو ، ومسيلمة بن حبيب . وعلى الوفد سلمى بن حنظلة ، فأنزلوا دار رملة بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة ، فكانوا يؤتون بغداء وعشاء ، مرةً خبزاً ولحماً ، ومرةً خبزاً ولبناً ، ومرة خبزاً وسمناً ، ومرة تمراً ينثر لهم . فأتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد فسلموا عليه وشهدوا شهادة الحق ، وخلفوا مسيلمة في رحلهم وأقاموا أياماً يختلفون إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكان رحَّال بن عنفوة يتعلم القرآن من أبيِّ بن كعب ، فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أمر لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بجوائزهم : خمس أواق كل رجل ، فقالوا : يا رسول الله إنا خلَّفنا صاحباً لنا في رحالنا يبصرها لنا ، وفي ركابنا يحفظها علينا ، فأمر له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمثل ما أمر به لأصحابه . . ورجعوا إلى اليمامة وأعطاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إداوة من ماء فيها فضل طهور ، فقال : إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم ، وانضحوا مكانها بهذا الماء ، واتخذوا مكانها مسجداً ، ففعلوا وصارت الإداوة عند الأقعس بن مسلمة ، وصار المؤذن طلق بن علي فأذن ، فسمعه راهب البيعة فقال : كلمة حق ودعوة حق ، وهرب ! فكان آخر العهد به .