قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 55 : « ذكروا أن ابن حاتم قام إلى علي ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين ، لو تقدمت إلى قومي أخبرهم بمسيرك وأستنفرهم ، فإن لك من طيئ مثل الذي معك . فقال علي : نعم فافعل ، فتقدم عدي إلى قومه فاجتمعت إليه رؤساء طيئ فقال لهم : يا معشر طيئ ، إنكم أمسكتم عن حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الشرك ، ونصرتم الله ورسوله في الإسلام على الردة ، وعلي قادم عليكم وقد ضمنت له مثل عدة من معه منكم ، فخفوا معه ، وقد كنتم تقاتلون في الجاهلية على الدنيا فقاتلوا في الإسلام على الآخرة ، فإن أردتم الدنيا فعند الله مغانم كثيرة وأنا أدعوكم إلى الدنيا والآخرة ، وقد ضمنت عنكم الوفاء وباهيت بكم الناس ، فأجيبوا قولي فإنكم أعز العرب داراً ، لكم فضل معاشكم وخيلكم ، فاجعلوا أفضل المعاش للعيال وفضول الخيل للجهاد . وقد أظلكم علي والناس معه من المهاجرين والبدريين والأنصار ، فكونوا أكثرهم عدداً ، فإن هذا سبيل للحي فيه الغنى والسرور ، وللقتيل فيه الحياة والرزق ، فصاحت طيئ : نعم نعم ، حتى كاد أن يصم من صياحهم » . وروى المفيد في الأمالي / 295 : « لما توجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من المدينة إلى الناكثين بالبصرة نزل الربذة ، فلما ارتحل منها لقيه عبد الله بن خليفة الطائي وقد نزل بمنزل يقال له قديد ، فقربه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له عبد الله : الحمد لله الذي رزد الحق إلى أهله ، ووضعه في موضعه ، كره ذلك قوم أو