قال : فخرجت حتى قدمت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة ، فدخلت عليه وهو في مسجده وعنده امرأة وصبيان ، فعرفت أنه ليس بمُلك كسرى ولا قيصر فسلمت عليه فقال : مَن الرجل ؟ ! قال قلتُ : عدي بن حاتم . فرحب به النبي وقربه وأخذه إلى بيته ، فلقيته امرأة كبيرة ضعيفة فاستوقفته ، فوقف لها طويلاً تكلمه في حاجتها . قال عدي : قلت في نفسي والله ما هذا بمَلِك . قال : ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفاً فقدمها إلي ، فقال : أجلس على هذه . قلت : بل أنت فاجلس . فقال : بل أنت فاجلس عليها . فجلست عليها وجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على الأرض . فقلت في نفسي : ما هذا بأمر ملك ! فدخل الإسلام في قلبي وأحببت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حباً لم أحبه شيئاً قط ! قال : ثم أقبل عليَّ فقال : هيه يا عدي بن حاتم ، أفررت أن توحد الله ، وهل من أحدٌ غير الله ؟ هيه يا عدي بن حاتم ، أفررت أن تكبر الله ومن أكبر من الله ؟ هيه يا عدي بن حاتم ، أفررت أن تعظم الله ومن أعظم من الله ؟ هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وهل من إله غير الله ؟ هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تشهد أن محمداً رسول الله ؟ ! قال : فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول نحو هذا وأنا أبكي . قال : ثم أسلمت .