( 22 ) ثم شارك طليحة في حروب الفتوحات رووا لطليحة في فتح العراق وفارس ، مواقف شجاعة ، وطرائف . قال الطبري : 3 / 214 : « فبعث ( النعمان بن مقرن ) من الطزر طليحة وعمراً وعمراً طليعة ، ليأتوه بالخبر ، وتقدم إليهم أن لا يغلوا . فخرج طليحة بن خويلد ، وعمرو بن أبي سلمى العنزي ، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي ، فلما ساروا يوماً إلى الليل رجع عمرو بن أبي سلمى ، فقالوا : ما رجعك ؟ قال : كنت في أرض العجم ، وقَتَلَت أرضٌ جاهلها ، وقَتَل أرضاً عالمُها . ومضى طليحة وعمرو حتى إذا كان من آخر الليل رجع عمرو ، فقالوا : ما رجعك قال سرنا يوماً وليلة لم نر شيئاً وخفت أن يؤخذ علينا الطريق . ونفذ طليحة ولم يحفل بهما فقال الناس : ارتد الثانية ! ومضى طليحة حتى انتهى إلى نهاوند وبين الطزر ونهاوند بضعة وعشرون فرسخاً ( نحو 200 كيلومتر ) فعلم علم القوم واطلع على الأخبار ، ثم رجع حتى إذا انتهى إلى الجمهور وكبر الناس ، فقال : ما شأن الناس ؟ فأخبروه بالذي خافوا عليه ، فقال : والله لو لم يكن دين إلا العربية ما كنت لأجزر العجم الطماطم هذه العرب العاربة ! فأتى النعمان فدخل عليه فأخبروه الخبر ، وأعلمه أنه ليس بينه وبين نهاوند شئ يكرهه ، ولا أحد .