مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم السلام ، على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، لا سيما أولهم عليٍّ أمير المؤمنين ، بطل الإسلام ، وعضد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقامع أعدائه ، ومفرج الكرب عن وجهه ، وفاتح الحصون ، وحافظ الإسلام وأمته من بعده ، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم . وبعد ، فقد كان علي ( عليه السلام ) العمود الفقري في معارك النبي ( صلى الله عليه وآله ) وانتصاراته ، وعندما أبعدوه عن الخلافة واعتزل ، فرحت القبائل الطامعة في السلطة ، وقرر تحالفهم بقيادة المتنبئ طليحة احتلال عاصمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فغزا المدينة بعشرين ألف مقاتل بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بستين يوماً ! هنا نهض علي ( عليه السلام ) وهو الأسد المجروح ، دفاعاً عن الإسلام وأهله ، وإن كان لا يعترف بنظام الحكم ، فوضع خطة لدفع الهجوم ، ورتب حراسة المدينة ، وفاجأ المهاجمين ، فقتل قائدهم « حِبال » وغيره من قادتهم ، وردهم