( 23 ) أبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه أبو دجانة : سماك بن خرشة الأنصاري الخزرجي ، صحابي شجاع ، شهد حروب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان من أصحاب البلاء في بدر بعد علي ( عليه السلام ) ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب . وفي معركة أحُد أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيفاً بيده فهزه وقال : « من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقال الزبير بن العوام : أنا يا رسول الله ، فأعرض عنه وقال : من يأخذه بحقه ؟ فقام إليه أبو دجانة فقال : وما حقه يا رسول الله ؟ قال : ألا يقفَ به في الكُبُول ، وأن يضرب به في العدو حتى ينحني . فقال : أنا آخذه يا رسول الله فدفعه إليه فأخذه أبو دجانة ثم أخرج عصابة معه حمراء فتعصب بها فقالت الأنصار : تعصب أبو دجانة عصابته ، قد نزل الموت وكان ذلك من فعله ! ثم خرج يتبختر بين الصفين ويقول : < شعر > إني امرؤٌ عاهدني خليلي * ونحن بالسفح لذي النخيل ألا أقوم الدهر في الكبول * أضرب بسيف الله والرسول < / شعر > فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنها مشية يبغضها الله عز وجل إلا في مثل هذا المقام . قال الزبير : فقلت : منعني رسول الله السيف وأعطاه أبا دجانة ، والله لأتبعنه لأنظر ما يصنع ، فاتبعته حتى هجم في المشركين ، فجعل لا يلقى منهم أحداً إلا قتله ، فقلت : الله ورسوله أعلم !