جماعة كثيرة في المشقر وأسر آخرين ، وقبل شفاعة هوذة في فكاك مئة من الأسرى فأطلقهم . وكتب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى هوذة : أسلم تسلم ، وأجعل لك ما تحت يديك . فأرسل إليه هوذة : « وفداً فيهم مجاعة بن مرارة ، والرحال بن عنفوة يقول له : إنْ جعل الأمر له من بعده أسلم ، وسار إليه ونصره وإلا قصد حربه . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لا ولا كرامة ، اللهم اكفنيه . فمات بعد قليل » . ( الكامل : 1 / 468 ، و : 2 / 215 ، والأعلام : 8 / 102 ) . وكان هوذة نصرانياً ، ويبدو أنه كان على علاقة بالغساسنة في الشام ، وقد بنى كنيسة في اليمامة وكان فيها قسيس . بينما كان عامة بني حنيفة على دين العرب الذي هو ملة إبراهيم ( عليه السلام ) مخلوطة بعبادة الأصنام . ( 8 ) مسيلمة الكذاب ينافس ثمامة رفع مسيلمة شعار أن لبني حنيفة حقٌّ في أن يكون لهم نبي كقريش ، لأنها ليست أقل من قريش عدداً وعدة ! وقد تفضل مسيلمة وتنازل عن النبوة المستقلة ، ورضي أن يكون شريكاً مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في نبوته ، وادعى أن الله بعثه نبياً شريكاً لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) وطلب منه أن يقبل بذلك ، فرده النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسماه مسيلمة الكذاب . لكن مسيلمة نشط في الدعوة إلى نفسه بأسلوبه وكهانته ، فأجابه أكثر بني حنيفة ! ولم يستطع ثمامة الصادق أن يردّ موجته ، فغلبه مسيلمة وأخرجه وأصحابه من حِجْر اليمامة . وكتب ثمامة رسالة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يخبره .