نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 298
ذلك لان ظلمة جهلكم قد أطفأت نور الحكمة أما علمتم انه قد وجد لوح من الحجر على قبر طفيماون تلميذ اقيانوس وفيه مكتوب الحكمة سلم العالم الاعلى من عدمها فقد عدم القرب إلى بارئة الحكمة حياة القلوب وبغية الأذهان نزهة النفوس ونور العقول من لم يكن حكيما لم يزل سقيما من تدبر نظر ومن نظر عرف ومن عرف عمل ومن عمل انفتح ذهنه وعقله ومن انفتح عقله صفت نفسه فقام اليه جبلة بن الأيهم وقال يا عظيم الروم انما قتال هؤلاء العرب بقتل خليفتهم عمر بالمدينة فلو أنت أرسلت اليه رجلا من آل غسان يقتله فيكون سبب فشلهم وانتزاع الشام من أيديهم فقال هرقل هذا شيء لا يصح امله ولا ينقضي أجله لان الآجال مقدرة والأنفاس مقررة ولكن هو شيء تطيب النفس عند سماعه فافعل ما أردت قال فأرسل جبلة من قومه رجلا يقال له واثق بن مسافر الغساني وكان جريئا مقداما في الحروب فقال له انطلق إلى يثرب فلعلك تقتل عمر فان أنت فعلت ذلك فانا أعطيك ما أردته من الأموال قال فانطلق واثق بن مسافر حتى دخل المدينة ليلا فلما كان الغد صلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالناس صلاة الصبح ودعا وخرج إلى ظاهر المدينة يتنسم اخبار المجاهدين بالشام قال فسبقه المتنصر وجلس له بأعلى شجرة من حديقة بن الدحداح الأنصاري واستتر بأغصانها ثم إن عمر قام عن ظاهر المدينة حين حميت الرمضاء وعاد وهو وحده فقرب من الحدية ودخلها ونام في ظلها فلما نام هم المتنصر بالنزول من الشجرة وجرد خنجره وإذا هو بأسد أقبل وهو بقدر البقرة الكبيرة وطاف حول عمر وجلس عند قدميه يلحسهما واقام حتى استيقظ فعندها نزل المتنصر وقبل يد عمر قال له يا عمر قد عدلت فأمنت بأبي والله من الكائنات تحفظه والسباع تحرسه والملائكة تصفه والجن تعرفه ثم حدثه بأمره وأسلم على يديه قال الواقدي وكانت هذه الفعلة قبل نزول المسلمين على أنطاكية حدثنا أبو محمد قال أخبرني أبي عن حسان عن السدي عن يحيى الواقدي عن شهر بن عباس البيروتي ان عمر حدثه عن نزول أبي عبيدة بالمسلمين على أنطاكية قال وعظ هرقل قومه بكنيسة القيسان واستحلفهم انهم لا ينهزمون أو يموتوا عن دم واحد فحلفوا وخرجوا مع الملك إلى عسكره وقد رفعت الصلبان وقرأت القسوس والرهبان وارتفع الضجيج من أهل الكفر والطغيان واصطفوا للقتال وكان المسلمون قد رتبوا صفوفهم وأوقفوا كل أمير في مكانه ونشرت الرايات والاعلام وأشار أبو عبيدة إلى ربيعة بن معمر الشاعر وكان لسنا فصيحا لا يتكلم الا بالكلام المنظوم فقال له يا ربيعة فوق سهام لفظك ووعظك إلى المجاهدين وحرض المسلمين على قتال المشركين قال فتقدم ربيعة أمام الصفوف وكان جهوري الصوت يسمعه القريب والبعيد فقال أيها الناس إلى متى هذه المهلة فتأهبوا للحملة فهذه طيور الأرواح قد عولت على فراق أقفاص الأشباح وقد ارتاحت إلى باريها وأجابت صوت مناديها وها هي تخاطبنا
298
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 298