responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 296


أبوابها وكان زي الروم ذلك وهذه البيع والخشب كانوا يتنافسون فيها وفي صنعتها وتكون معهم في أسفارهم وعساكرهم وطاف هرقل على عسكره جميعه وأراد الدخول إلى أنطاكية وإذا بفوارس تركض اليه فقالت لهم الحجاب وأصحاب السرير ما وراءكم قالوا ملك جسر الحديد منا وقد حصلت العرب منا على داخل الجسر قال فأيقن الملك بزوال ملكه وقال وكيف ملكت العرب الجسر والبرجين وفيها ثلاثمائة من البطارقة الشداد قالوا أيها الملك ان المقدم الذي على الأبراج هو الذي سلمهم قال الواقدي ومن حسن لطف الله بالمسلمين ان صاحب الملك كان في كل يوم يمضي إلى الجسر ويوصي من في البرجين باليقظة والحرس الشديد وانه مضى في بعض الأيام على عادته فوجدهم يشربون الخمر وليس عندهم حفظ ولا حرس فأخذهم وضرب كبراءهم وهم بقتل مقدمهم ثم أنه أمسك عنه خوف الملك فعمل الحقد في قلوبهم فجاءهم يوقنا في بعض الأيام يتجسس ليدبر فيه حيلة فرآهم حنقين من صاحب الملك فسألهم فأنكروا منه فقال لهم اطلعوني على خبركم فقالوا له أتعطينا منك أمانا فأعطاهم فقالوا نحن نسلم هذا الجسر للعرب فلما صح عنده ذلك قال لهم ما مرادكم قالوا نأخذ أمانا من المسلمين فقال يوقنا أنا أكتب لكم كتابا إلى أميرهم بأن يعطيكم أمانا وان دخلتم في دينهم فهو خير لكم فقالوا له وكيف أنت دخلت في دينهم ثم رجعت فقال حاش الله وانما أتيت أدبرهم على تسليم أنطاكية لهم فلما صح عندهم ذلك قالوا ونحن نسلم إليهم الجسر فلما وافقهم على ذلك كتموا أمرهم فلما قدم المسلمون مضى إليهم صاحب الجسر من غير أن يعلم به أحد وأخذ له ولمن معه أمانا وناوله كتاب يوقنا ففرح المسلمون بذلك بأن يأخذوا جسر الحديد من غير قتال فأعطوا للمقدم أمانا فلما وصل عسكر المسلمين إلى الباب الذي على الجسر فتح لهم فدخلوا فلما سمع هرقل بذلك أمر الناس أن يتأهبوا للحرب قال ففعلوا ذلك قال الواقدي حدثنا ياسر بن عبد الرحمن عن منازل بن نزاف الصيدلاني وكان أعرف الناس بفتوح الشام قال بلغني أنه لما صار المسلمون بأرض أنطاكية قال أبو عبيدة لخالد يا أبا سليمان قد صرنا بأرض أنطاكية بلد كلب الروم والساعة يأتينا عسكره فما ترى من الرأي قال خالد ان الله قال * ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) * الآية فأمر أصحابك أن يتأهبوا ويظهروا زينة الاسلام وقوة الايمان وسير كل أمير بجيشه ولتكن الكتائب والمواكب يتلو بعضها بعضا قال ففعل أبو عبيدة ذلك وأول من سير سعيد بن زيد أحد العشرة ومعه ثلاثة آلاف فارس فيهم المهاجرون والأنصار وجعله على مقدمة الجيش وسير وراءه رافع بن عميرة الطائي ومعه ألف فارس وسير وراءه ميسرة بن مسروق العبسي في ثلاثة آلاف فارس وسار وراءه خالد في جيش الزحف وسار وراءهم أبو عبيدة في بقية العسكر وكان معه عمرو بن

296

نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست