responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 294


يختلط العنصر بالعنصر ويطفو الصفو بالصفو ويرسب الكدر إلى الكدر فقال رفاعة بن زهير ما أصبت أيها البترك في مقالتك فقال ولم قال رفاعة كيف تدل القلوب إلى علام الغيوب وقد حجب عنها صواب المصيب أم كيف يتخلص الصفو من الكدر بغير تهذيب من الكفر وكيف تحلى الافكار من غوامض الاسرار وهي في حجب الاغترار إذا تناهت الأهوال إلى مفازلتها وقربت الهمم من مواضعها وعادت الفكر إلى عناصرها وعادت متحركات الفكر إلى مساكنها وغاليات الأذهان إلى أماكنها فانحازت الاشكال عن الاشكال بلطف تأثير الهوى فيها وانكبت مشرفة عن هياكلها من أقطار عناصرها قال أيها البترك هذا كلام العرب الذي زعمت أن الحكمة ليست من أخلاقهم ولا تباع في أسواقهم ولقد كان ملك من ملوك اليمن اسمه سيف بن ذي يزن الذي بشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم بغوامض العلوم الحكمية ووشح بوشاح شكر النعمة ومن جملة ما قال فصيح من فصحائنا اسمه قيس بن ساعدة هذه الأبيات * الا اننا من معشر سبقت لهم * اياد من الحسنى فعوفوا من الجهل * ولم ينظروا يوما إلى ذات محرم * ولا عرفوا الا التقية في الفعل * وفينا من التوحيد والفعل شاهد * عرفناه والتوحيد يعرف بالعقل * نعاين ما فوق السماء جميعها * معاينة الاشخاص بالجوهر المجلى * ونعلم ما كنا ومن أين بدؤنا * وما نحن بالتصوير في عالم الشكل * وانا وان كنا على مركز الثرى * فأرواحنا في عالم النور تستجلي * وما صعدت كي تستريح وإنما * حقيقة ممثول وجلت عن المثل * قال الواقدي قال أبو سعيد حدثنا شيبة بن أبي عبد الله بن عيسى عن لقية بن هند عن عبد الله بن ربيعة قال قلت لرفاعة بن زهير لما خلص من قبضة الروم يا عم كيف كان البترك يفهم ما تقول وتفهم ما يقول فقال يا بني ما رأيت أفصح من اللعين بلسان العربية ولقد سألت عن ذلك من عبد الله يوقنا فقال أما علمت أن ملوك الروم والبطارقة لا يستقيم ملكهم الا أن يتعلموا لسان العربية قال ولما حدث رفاعة المسلمين بمناظرة البترك كتبها كثير من الناس قال الواقدي وكان لرفاعة بن زهير الجرهمي ولد جاهل قال وكان أسر معه قال وكان قلبه يميل إلى الكفر وكان رفاعة يدعو عليه فلما حضر الأسارى في كنيسة القيسان واشتغل رفاعة مع البترك بالمناظرة أقبل ولد عامر يحدق بنظره إلى البيعة وزينتها وصورها وصلبانها ويتأمل نسار الروم وزينتهن فبادر إلى تقبيل الصلبان والاشراك بالرحمن فلما رآه أبوه رفاعة بكى وقال يا ويلك أكفرت بعد الايمان يا ويلك طردت عن باب الرحمن يا ويلك كفرت بالملك الديان يا طريد القدرة يا من بعد عن الحضرة فيا ولدي ما بكائي على فراقك وانما إذا سلكت أنا في طريق وأنت في طريق إذا مضيت أنت إلى دار الأبالسة وحشرت مع الرهبان والشمامسة

294

نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست