نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 282
كان الملك ينفر مني فليول هذه الوظائف غيري وانا ما أبرح على ركابك ثم إنه بكى فقال له الملك أيها الدمستق ما وليتك هذا الامر الا وقلبي وخاطري وأثق بك من تكلم فيك بشيء سلمته إليك تفعل به ما تريد فشكره يوقنا وأراد الخروج إلى وظيفته التي ولاه إياها وإذا بخيل البريد قد أقبلت من مرعش وهم رسل ابنته زيتونة وانها خائفة من العرب وهي تريد القدوم عليك حتى ترى ما يؤول من الامر وانها تسألك أن ترسل لها جيشا يوصلها إليك فلما سمع الملك ذلك قال ليس لهذا الامر الا الدمستق يوقنا فقبل الأرض وقال السمع والطاعة لامرك فضم اليه الف فارس ومائتين من أصحابه من المدبجة والقياصرة قال الواقدي فسار بالألفين والمائتي فارس وقد رفع الصليب فوق رأسه وجنبت الجنائب وعليها الرخوة المذهبة وسار يجد السير إلى أن وسل إلى مرعش وأخذ زيتونة بنت هرقل وهي الصغرى وكان الملك قد ولاها على تلك البلاد وزوجها بنوسطير بن حارس وكانوا يسمونه سيف النصرانية لشجاعته وكان قد قتل على اليرموك من جراحات اصابته قال الواقدي فلما اخذ يوقنا ابنة الملك وعاد يطلب بها أنطاكية اخذ على الجادة العظمى لعله يلقي أحدا من جواسيس المسلمين أو يرى معاهدا فيرسله ليعلم أبا عبيدة انه قد تمكن من الملك ومن البلد فلما وصل مرج الديباج وكان ليلا وإذا بخيله التي على مقدمته قد أتته وهم مذعورون فقال لهم ما بالكم فقالوا له أيها السيد الدمستق ان هناك عسكرا نازلا فقربنا منهم فإذا هم عرب وهم نيام ولا شك انهم مسلمون فقال لهم خذوا أهبتكم وأيقظوا خواطركم وانصحوا لدينكم وجاهدوا عدوكم وقاتلوا عن ابنة الملك ولا تسلموها إلى أعدائها وكونوا خير جند قاتل عن نعمة صاحبه وإذا تمكن الحرب بيننا وبينهم فاعتمدوا على الأسر وإياكم والقتل واعلموا ان العرب وأميرهم لا بد لهم ان يقصدوا الملك ومن معه فان أسروا منا أحدا يكن عندنا الفداء فقد وجدت في كتاب حرفناس الحكيم ان من نظر في عواقب زمانه توشح بوشاح أمانه ومن أهمل أمره خاف حذره ومن أكثر الغدر حل به الامر سيروا على بركة الله قال الواقدي فشرعوا الأعنة وقوموا الأسنة وقصدوا ذلك العسكر فلما أحسوا بهم بادروا إليهم واستقبلوهم وهم ينادون بعيسى بن مريم والصليب المفخم من أنتم فقال لهم يوقنا ومن أنتم فقالوا نحن أصحاب جبلة بن الأيهم فلما سمع يوقنا ذلك ترجل عن دابته وسلم عليه وسلمت العرب المتنصرة على الروم فقال جبلة من أين جئتم فقال له مرعش ومعي ابنة الملك وأنتم من أين جئتم فقال جبلة من العمق وقد أتينا بميرة أهلها فلما رجعت ووصلت إلى مرج دابق لقيت كتيبة من فرسان المسلمين وهم زيادة عن مائتي وهم لابسون زينا فلما وصلنا إليهم ابتدرونا
282
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 282