نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 280
والكرسي ويقال الوقت والزمان ويقال العدد والحساب ويقال أول ما خلق الله جوهرة فنظر إليها فصارت ماء ثم خلق العرش ياقوته وكان عرشه على الماء وانه نظر إلى الماء فاضطرب وارتعد وصعد منه دخان فخلق الله منه السماء ثم خلق الأرض وقيل خلق أولا العقل لأنه أراد أن ينتفع به الخلق وقيل أول ما خلق الله نورا وظلمة ثم دعاهما إلى الاقرار فأنكرت الظلمة وأقر النور فخلق منه الجنة لرضاه عنه وخلق النار من الظلمة لسخطه عليها وخلق أرواح السعداء من النور وأرواح الأشقياء من الظلمة فلأجل ذلك كل منهم يرجع إلى مستقره ويقال أول ما خلق الله نقطة فنظر إليها بالهيبة فتضعضعت وسالت ألفا فجعلها مبدأ كتابه العزيز فسبحان من ألف كتابه من نقطة وخلق خلقه من نقطة ثم يميتهم بقبضة ويحييهم بنفخة فلما سمع القس ذلك من كلام الفضل ابن العباس قال أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله هذا هو العلم الذي استأثر به أنبياء الله تعالى فلما نظر أهل عزاز إلى قسهم وقد أسلم اسلموا عن آخرهم الا قليلا منهم والله أعلم قال الواقدي حدثني عامر بن يحيى عن أسد بن مسلم عن دارم بن عياش عن جده قال لما أسلم أهل عزاز باسلام قسهم الذي كان معتقدهم عول الفضل ومالك على المسير إلى حلب فقال يوقنا أنا والله ما لي وجه أقابل به المسلمين لأني كنت قلت قولا ودبرت أمرا فلم يتم لي وأني سائر إلى أنطاكية فلعل الله أن يظفرني بالاعداء وينصرني عليهم فقال له الفضل ان الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس لك من الامر شيء فلا تحمل قلبك هما فقال ودين الاسلام لا أرجع الا بأمر يبيض الله به وجهي عند اخواني المسلمين فنظر وقد صحبه مائتان من بني عمه ممن قد رسخ في قلوبهم الايمان ولهم عيال وأولاد في حلب فاخذهم يوقنا وسار يريد أنطاكية فلما قرب من ارضها أخذ منهم أربعة وأمر الباقي أن يتعوقوا خلفه أربعة أيام ثم يأتوا كأنهم هاربون من العرب ليتم ما دبره في خاطره وسار هو والأربعة على طريق حارم والباقي على طريق أرناح وقال لهم الميعاد بيننا أنطاكية ففعلوا ذلك وساروا وسار هو إلى أن اشرف على دير سمعان المشرف على البحر فوجد هناك خيلا ورجالا يحفظن الطرقات فلما رأوا يوقنا والأربعة معه بادروا إليهم واستخبروهم عن حالهم فقال لهم يوقنا أنا صاحب حلب وقد هربت من العرب فوكل بهم صاحب الدرك جماعة وأمرهم ان يسيروا بهم إلى الملك فأخذتهم الخيل وأتوا بهم اليه فوجدوه في كنيسة الفتيان يصلي فوقفوا حتى فرغ من صلاته فاوقفوا يوقنا بين يديه وقالوا أيها الملك ان بطرس صاحب الحرس الذي عند دير سمعان قد وجه بهذا ومن معه إليك ويزعم أنه صاحب حلب فلما سمع هرقل ذلك قال له يا يوقنا ما الذي اتى بك وقد بلغني أنك دخلت في دين العرب فقال أيها الملك لقد بلغك الحق وذلك اني ما أسلمت الا لمكيدة القوم حتى أتخلص من شرهم ومن كراهة منظرهم ونتن رائحتهم واني قلت
280
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 280