العمل وما أحسن العمل يزينه الرفق ، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم ومن عفو إلى مقدرة . وكان يقال : من حلم ساد ومن تفهّم ازداد . والعرب تقول : أحلم تسد . وقال : سمّي الله يحيى سيدا بالحلم . وقال عبد الملك بن صالح : الحلم يحيا بحياة السّؤدد . أغلظ رجل لمعاوية فحلم عنه ، فقيل له : تحلم عن هذا ! فقال : إنّي لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين سلطاننا . شتم رجل الأحنف وألحّ عليه ، فلما فرغ قال له : يا ابن أخي ، هل لك في الغداء ؟ فإنك منذ اليوم تحدو بجمل ثفال [1] . حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عبد اللَّه بن دينار عن عبد اللَّه بن بكر المزنيّ قال : جاء رجل فشتم الأحنف فسكت عنه ، وأعاد فسكت ، فقال : والهفاه ! ما يمنعه من أن يردّ عليّ إلَّا هواني عليه . حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال : أخبرنا عبد اللَّه بن صالح من آل حارثة بن لأم ، قال : نزلت برجل من بني تغلب فأتاني بقرى فانفلت منّي فقلت : [ كامل ] < شعر > والتّغلبيّ إذا تنحنح للقرى * حكّ استه وتمثّل الأمثالا < / شعر > فانقبضت فقال : كل أيها الرجل فإنما قلت كلمة مقولة . حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ ، قال : أسمع رجل الشعبيّ كلاما فقال له الشعبيّ : إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك . ومرّ بقوم ينتقصونه فقال : [ طويل ] < شعر > هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزّة من أعراضنا ما استحلَّت < / شعر >