قيل لبعضهم : ما الكبر . قال : حمق لم يدر صاحبه أين يضعه . قال معاوية بن أبي سفيان : قدم علقمة بن وائل الحضرميّ على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأمرني رسول اللَّه أن أنطلق به إلى منزل رجل من الأنصار أنزله عليه ، وكان منزله في أقصى المدينة ، فانطلقت معه وهو على ناقة له وأنا أمشي في ساعة حارّة وليس عليّ حذاء ، فقلت : إحملني با عمّ من هذا الحرّ فإنه ليس عليّ حذاء ، فقال : لست من أرادف الملوك ، قلت : إنّي ابن أبي سفيان ، قال : قد سمعت رسول اللَّه عليه السلام يذكر ذلك ، قال قلت : فألق إليّ نعلك ، قال : لا تقبلها قدماك ولكن امش في ظلّ ناقتي فكفاك بذلك شرفا ، وإن الظلّ لك لكثير . قال معاوية : فما مرّ بي مثل ذلك اليوم قطَّ ثم أدرك سلطاني فلم أؤاخذه بل أجلسته معي على سريري هذا . قال ابن يسار [1] : [ متقارب ] < شعر > لو لحظ الأرض لي والد * تطأطأت الأرض من لحظته < / شعر > وقال آخر : [ طويل ] < شعر > أتيه على جنّ البلاد وإنسها * ولو لم أجد خلقا لتهت على نفسي أتيه فما أدري من التّيه من أنا * سوى ما يقول الناس فيّ وفي جنسي فإن زعموا أنّي من الأنس مثلهم * فما لي عيب غير أني من الأنس < / شعر > وكان عند الرّستميّ قوم من التّجار فحضرت الصلاة فنهض ليصلَّي فنهضوا فقال : ما لكم ولهذا وما أنتم منه ! الصّلاة ركوع وسجود وخضوع ، وإنما فرض الله هذا يريد به المتكبّرين والمتجبّرين والملوك والأعاظم مثلي ومثل فرعون ذي الأوتاد ونمروذ وأنو شروان . وكان يقال : من رضي عن نفسه
[1] إبن يسار هو معاوية بن عبد اللَّه بن يسار ، اتصل بالمهدي العباسي قبل خلافته فكان كاتبه ووزيره . ولما آلت الخلافة إليه قام بتدبير المملكة والدواوين . توفي سنة 170 ه . الأعلام ج 7 ص 262 .