الله عنا فيه ، فمات لا يعمل عملا غيره فغفر اللَّه له . قال شقران القضاعيّ [1] : [ طويل ] < شعر > لو كنت مولى قيس عيلان لم تجد * عليّ لإنسان من الناس درهما ولكنّني مولى قضاعة كلَّها * فلست أبالي أن أدين وتغرما < / شعر > بلغني عن يحيى بن أيّوب عن الأعمش عن إبراهيم . قال : أرسل عمر إلى عبد الرحمن بن عوف يستسلفه أربعمائة درهم ، فقال عبد الرحمن : أتستسلفني وعندك بيت المال ، ألا تأخذ منه ثم تردّه ؟ فقال عمر : إني أتخوّف أن يصيبني قدري ، فتقول أنت وأصحابك : أتركوا هذا لأمير المؤمنين ؟ حتى يؤخذ من ميزاني يوم القيامة ، ولكني أتسلَّفها منك لما أعلم من شحّك فإذا متّ جئت فاستوفيتها من ميراثي . كتب أبو عبّاد المهلَّبي [2] إلى صديق له مكثر يستسلفه مالا ، فاعتلّ عليه بالتعذّر وضيق الحال ، فكتب إليه ابن عبّاد : إن كنت كاذبا فجعلك اللَّه صادقا وإن كنت ملوما فجعلك اللَّه معذورا . أبو اليقظان قال : كان الفضل [3] بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب الشاعر يعيّن [4] الناس فإذا حلَّت دراهمه ركب حمارا له يقال له شارب الريح فيقف على غرمائه ويقول : [ طويل ] < شعر > بني عمّنا ، ردّوا الدراهم إنما * يفرّق بين الناس حبّ الدراهم < / شعر >
[1] لم أقف له على ترجمة . [2] أبو عبّاد المهلبي هو محمد بن عباد بن حبيب المهلبي . [3] الفضل بن العباس من قريش ومن فصحاء بن هاشم . مدح عبد الملك بن مروان ، وهو أول هاشمي يمدح أمويا . توفي نحو 95 ه . الأعلام ج 5 ص 150 . [4] يعيّن الناس : من يعين التاجر تعيينا ، والإسم العينة ، وذلك إذا باع سلعته إلى أجل ثم اشتراها بأقل من ذلك الثمن . وكان أكثر الفقهاء يكرهون العينة .