عبد الرزاق عن ابن جريج قال : رآني عمر وأنا متقنّع ، فقال : يا أبا خالد ، إنّ لقمان كان يقول : القناع بالليل ريبة وبالنهار مذلَّة ، فقلت : إنّ لقمان لم يكن عليه دين . كتب يعقوب بن داود إلى بعض العبّاد يسأله القدوم عليه ، فأتى محمد بن النضر الحارثيّ فاستشاره وقال : لعلّ الله يقضي ديني ، فقال محمد بن النضر : لأن تلقى اللَّه وعليك دين ولك دين خير من أن تلقاه وقد قضيت دينك وذهب دينك ، . قال عياض بن عبد اللَّه : الدّين راية اللَّه في أرضه فإذا أراد أن يذلّ عبدا جعلها طوقا في عنقه . دخل عتبة بن عمرو على خالد القسريّ . فقال خالد يعرّض به : إنّ ههنا رجالا يدّانون في أموالهم فإذا فنيت ادّانوا في أعراضهم . فقال عتبة : إن رجالا تكون مروءاتهم أكثر من أموالهم فيدّانون [1] على سعة ما عند اللَّه ، فخجل خالد وقال : إنّك منهم ما علمت . وقال أعرابيّ يذكر غرماء [2] له : [ بسيط ] < شعر > جاؤا إليّ غضابا يلغطون معا * يشفي أذاتهمو أن غاب أنصاري لما أبوا جهرة إلا ملازمتي * أجمعت مكرا بهم في غير إنكار وقلت : إني سيأتيني غدا جلبي [3] * وإنّ موعدكم دار ابن هبّار وما أواعدهم إلا لأربثهم [4] * عني فيحرجني نقضي وإمراري وما جلبت إليهم غير راحلة * تخدي برحلى وسيف جفنه عاري إن القضاء سيأتي دونه زمن * فاطو الصحيفة واحفظها من الفار < / شعر > وقال آخر لغرمائه :
[1] إدّان الرجل ادّيانا : أخذ دينا . [2] الغرماء : ج غريم ، وهو الدائن . [3] الجلب : المجلوب ، أي ما جلب من خيل أو غيرها ، والجمع أجلاب . [4] أربثهم عني : أبعدهم ؛ يقال : ربثه عن حاجته يربثه : حبسه عنها .