الحسين بن علي يوم قتل فما تطيبت منه امرأة إلا برصت . ولما قتل حسين قالت بنت لعقيل بن أبي طالب : [ بسيط ] < شعر > ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم أفضل الأمم بعترتي وبأهلي بعد منطلقي * منهم أسارى وقتلى ضرّجوا بدم ما كان هذا جزائي أن نصحت لكم * أن تخلفوني بقتل في ذوي رحمي < / شعر > فما سمعها أحد إلا بكى . دخل زيد بن عليّ على هشام فقال : ما فعل أخوك البقرة ؟ قال زيد : سماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم باقرا وتسميه بقرة ! لقد اختلفتما . أخبرنا جابر بن عبد اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : « يا جابر ، إنك ستعمّر بعدي حتى يولد لي مولود اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا فإذا لقيته فأقرئه مني السلام » فكان جابر يتردّد في سكك المدينة بعد ذهاب بصره وهو ينادي : يا باقر ، حتى قال الناس : قد جنّ جابر . فبينا هو ذات يوم بالبلاط إذ بصر بجارية يتورّكها صبيّ فقال لها : يا جارية ، من هذا الصبي ؟ قالت : هذا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . فقال : أدنيه مني فأدنته منه فقبّل بين عينيه وقال : يا حبيبي ، رسول اللَّه يقرئك السلام . ثم قال : نعيت إليّ نفسي وربّ الكعبة . ثم انصرف إلى منزله وأوصى فمات من ليلته . قال هشام لزيد بن علي : بلغني أنك تربّص نفسك للخلافة وتطمع فيها وأنت ابن أمة . قال له زيد : مهلا يا هشام ، فلو أنّ اللَّه علم في أولاد السّراريّ [1] تقصيرا عن بلوغ غاية ما أعطى إسماعيل ما أعطاه . ثم خرج زيد وبعث إليه بهذه الأبيات : [ بسيط ] < شعر > مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا [2] * سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا < / شعر >
[1] السّراريّ : ج سرّيّة وهي الأمة التي أنزلتها بيتا . [2] الأثلة : الأصل ، والجمع إثال .