أهل الشام وأنت من أهل العراق . قال إياس : ففيم هذه الشهادة منذ اليوم . فضحك وخلَّى سبيله . دخل رجل من بني مخزوم على عبد الملك بن مروان وكان زبيريّا ، فقال له عبد الملك : أليس قد ردّك اللَّه على عقبيك ؟ قال : ومن ردّ عليك فقد ردّ على عقبيه ؟ فسكت عبد الملك وعلم أنه قد أخطأ . وكان رجل من النصارى يختلف إلى الضّحّاك بن مزاحم فقال له يوما : لو أسلمت ! قال : يمنعني من ذلك حبّي للخمر . قال فأسلم واشربها . فأسلم ، فقال له الضحاك : إنك قد أسلمت فإن شربت الخمر حددناك وإن رجعت عن الإسلام قتلناك . فحسن إسلامه . دخلت أمّ أفعى العبدية على عائشة رضي اللَّه عنها فقالت : يا أمّ المؤمنين ، ما تقولين في امرأة قتلت ابنا لها صغيرا ؟ قالت : وجبت لها النار . قالت : فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفا ؟ قالت : خذوا بيد عدوّة اللَّه . العتبيّ قال : كتب يزيد بن معاوية إلى المدينة : أمّا بعد ، « فإنّ اللَّه لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم » [1] وإذا أراد اللَّه بقوم سوءا فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال . إني واللَّه قد لبستكم فأخلفتكم ورقعت بكم فاخترقتكم ثم وضعتكم على رأسي ثم على عيني ثم على فمي ثم على بطني . وايم اللَّه لئن وضعتكم تحت قدمي لأطأنّكم وطأة أقلّ بها عددكم وأذلّ غابركم [2] وأترككم
[1] هذا القول مأخوذ من قول اللَّه عزّ وجلّ : ذلِكَ بِأَنَّ اللَّه لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وأَنَّ اللَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ سورة الأنفال 8 ، آية 53 . [2] غابركم : ماضيكم .