عن الحسن عن عمرو بن ثعلب عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال : « من أشراط الساعة أن يفيض المال ويظهر القلم وتفشو التجار » قال عمرو : إن كنا لنلتمس في الحواء [1] العظيم الكاتب ، ويبيع الرجل البيع فيقول : حتى أستأمن تاجر بني فلان . حدّثنا أحمد بن الخليل عن إسماعيل بن أبان عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشيّ عن محمد بن زاذان عن أمّ سعد عن زيد بن ثابت قال : دخلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو يملي في بعض حوائجه فقال : « ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملي به » . وحدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال : « كان إدريس النبيّ عليه السلام أوّل من خطَّ بالقلم وأوّل من خاط الثياب ولبسها ، وكانوا من قبله يلبسون الجلود » . حدّثنا إسحاق بن راهويه قال : أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عياض بن أبي موسى أنّ عمر بن الخطَّاب قال لأبي موسى : ادع لي كاتبك ليقرأ لنا صحفا جاءت من الشام . فقال أبو موسى : إنه لا يدخل المسجد : قال عمر : أبه جنابة ؟ قال : لا ، ولكنّه نصراني . قال : فرفع يده ، فضرب فخذه حتى كاد يكسرها ثم قال : ما لك ! قاتلك اللَّه ! أما سمعت قول اللَّه عز وجل : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنَّصارى أَوْلِياءَ ) * [2] ! ألا اتخذت رجلا حنيفيا ؟ فقال أبو موسى : له دينه ولي كتابته . فقال عمر : « لا أكرمهم إذ أهانهم اللَّه ولا أعزّهم إذ أذلَّهم ولا أدنيهم إذ أقصاهم اللَّه » .
[1] الحواء : جماعة البيوت المتدانية وهي من الوبر ، والجمع أحوية . [2] سورة المائدة 75 آية 51 . والمعنى : لا تتخذوهم أصدقاء إذا نصبوا لكم العداء وكانوا حربا عليكم .