responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 182


على الماء حتى جرت بينهم غدران الماء ، وبلغ ذلك الملك الناصر وأن البحرية عادوا إلى الملك المغيث ، فأرسل إليه يطلب منه تسليمهم ، ويتهدده إن مانع عنهم ، فدافعه المغيث في أمرهم على أنه يندفع .
فسار إليه الملك الناصر بعساكره عازماً على منازلة الكرك ونزل على بركة زيزا ، وراسل الملك المغيث بنوع من التهديد ، وأغلظ له في الوعيد ، فعلم أنه لا يَدْفعه عنه إلا إرسالهم إليه ، فتحيَّل عليهم ، فأمسك من أمكنَه وفاته من لم يقدر عليه ، فأرسل الذين أمسكهم إلى الملك الناصر وهم : " شمس الدين سنقر الأشقر ، وسيف الدين سكز ، وسيف الدين برامق وغيرهم ، فأرسلهم الملك الناصر إلى قلعة حلب ، فحبسوا بها إلى أن فتحها هلاون ، وأخذهم صحبته إلى بلاده ، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى ، وأما الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري والأمير سيف الدين قلاون الألفى وخشداشيتهما الذين لم يجد الملك المغيث سبيلا إلى القبض عليهم فإنهم قد تشردوا في البلاد وتلك النواحي مدة ، ثم حضروا إلى الديار المصرية ولزموا الخدمة على العادة .
ويحكى عن الأمير سيف الدين قلاون أنه والملك الظاهر بيبرس حين كانا تشردا في هذه المدة قاسياً أمراً عظيماً من القلة والفقر والشتات والتنقل من مكان إلى مكان ، والخوف ، وعدم الإقامة في مكان واحد ، لأن الملك الناصر كان مجدَّاً في طلبهما [ 401 ] والملك المغيث عالم على قبضهما ، والملك المظفر قطز بمصر لا يركن إليهما ، ثم أنهما اتفقا على زيارة الشيخ على البكا ، وهو يومئذ مقيم بزاويته بمدينة الخليل عليه السَّلام ، فأعوز سيف الدين قلاون القوت يوماً من الأيام ، فصادف إنساناً مجتازاً بشيءٍ من الطعام ، فطلب منه شيئاً لضرورة الجوع ،

182

نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست