responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 174


طائفة ، فلما تكاملوا قتلهم التتار عن آخرهم ، ثم مدّوا الجسْرَ ، وعدى بيجو ومن معه ، وبذلوا السيف في بغداد وهجموا دار الخلافة ، وقتلوا كلّ من فيها من الأشراف ، ولم يسلم منهم إلا مَن كان صغيراً فأخذ أسيراً ، ودام القتل والنهبُ في بغداد أربعين يوماً حتى صار الدم في الأزقة كأكباد الإبل ، ثم نوديَ بالأمان .
وفي تاريخ ابن كثير : ولما قتلوا هؤلاء السادات مالوا على البلد ، فقتلوا جميع من قدورا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، ودخل [ 395 ] كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقني الوسخ ويكمنون فيها ولا يظهرون ، وكان جمع من الناس يجتمعون في الحانات ويغلقون عليهم الأبواب فيفتحها التتار إما بالكسر أو بالنار ، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي المكان ، فيقتلونهم على الأسطحة حتى تجرى الميازيب من الدماء في الأزقة ، وكذلك في المساجد والجوامع والربط ، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ، ومن التجأ إليهم ، والى دار الوزير محمد بن العلقمي الرافضي ، عليه ما يستحق .
وعادت بغداد ، بعد ما كانت أنس المدن كلها ، كأنها خراب ، ليس فيها أحد إلا القليل من الناس ، وهم في خوفٍ وجوع ولإلَّةٍ وقلةٍ .
وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين فقيل : ثمانمائة ألف نفس ، وقيل : ألف ألف وثمانمائة ألف ، وقيل : بلغت القتلى ألفي ألف نفس ، وقتل مع الخليفة ولده الأكبر أبو العباس أحمد ، وله خمس وعشرون سنة ، ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن ، وله ثلاث وعشرون سنة ،

174

نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست