نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 88
ونسوانهم وغلمانهم وأتباعهم وأشياعهم ، واستصفيت أموالهم وذخائرهم وشؤونهم ، واستتر من تأخرَّ منهم ، واختفى من انقطع من الأتباع عنهم ، ونودي عليهم في الأسواق والشوارع والطرقات والقوارع بتهديد من يأوى منهم أحد عنده ، وتمكن الملك المعزّ من المملكة ، وارتجع ثغر الإسكندرية إلى الخاصة السلطانية ، وأبطل ما قرره من الجبايات ووزعه من الجنايات ، وأعفى الرعية من المطالبات والمصادرات . ذكر وصول البحرية إلى الشَّام : ولما وصلت البحريّة المذكورون الهاربون من مصر إلى الملك الناصر يوسف صاحب الشام أطعموه في ملك مصر ، فرحل من دمشق بعسكره ونزل غمتا من الغور ، فأرسل إلى غزة عسكراً فنزلوا بها ، وكذكل برز المعز أيبك صاحب مصر إلى العباسة ، وخرجت السنة وهم على ذلك . وفي تاريخ النويري : ولما قتل أقطاي تفرقت أصحابه وانعزل منهم جماعة ، تقدير اثنى عشر نفراً ، وخرجوا هاربين خوفاً من المعز ، فوقعوا في التيه ، فذكروا أنهم أقاموا فيه خمسة أيام حائرين ؛ ثم نفذ زادهم وماؤهم في اليوم السادس ، ولاح لهم سوادٌ على بُعد ، فقصدوه ، فإذا هو مدينة عظيمة ذات أسوارٍ وأبواب حصينة كلها من الرخام الأخضر ، فدخلوها ، فوجدوا الرمل ينبعُ من أرضها كنبع الماء ، فطافوا بأسواقها ودورها ، فلم يجدوا بها ما يأخذون ، لأن جميع
88
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 88