نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 108
العربان من الفساد ، ووضع هؤلاء أيديهم على الأموال فأخذوها من بيوت المال ، وجبوا الجزية من ذمة تلك الأعمال ، فانفسد النظام ، وانتكث الإبرام ، فاقتضى الحال إرسال الصاحب شرف الدين الفائزي الوزير ليتدارك الخلل بالتدبير ، وجرد معه إلى الصعيد من العسكر جماعة ، وأمروا له بالطاعة ، فتحيلوا على الشريف حصن الدين فمسكوه ، وأحضروه إلى القلعة المحروسة فاعتقل بها ، ثم نقل إلى ثغر الإسكندرية ، فاعتقل في جب تحت الأرض ، يعرف بجب الشريف ، إلى أن كان من أمره ما سنذكره إن شاء الله . ذكر ماجريات أولاد جنكيزخان : منها : كانت وقعة بين بركة خان بن باطو وبين هلاون بن طولو ملك التتار ، قد ذكرنا أن براق شين زوجة طغاي بن باطوخان لما لم يوافقها التتار على تمليك ولدها تدان منكو راسلت هلاون وهو يومئذ ببلاد عراق العجم بصدد افتتاحها ، وأطمعته في أخذ مملكة الشمال التي في بنى عمه ، فلما وصلته رسالاتها تجهز وسار بجيوشه إليها ، وكان وصوله بعد مقتلها وجلوس بركة على سرير الملك ، فبلغه وصول هلاون لحربه ، فسار للقائه بعساكره وحزبه ، وكان بينهما نهر يسمى نهر ترك ، وقد جمد ماؤه لشدة البرد ، فعبر عليه هلاون وعساكره متخطياً إلى بلاد بركة ، فلما التقى الجمعان واصطدم الفريقان كانت الكسرة على هلاون وعسكره ، فولوا على أدبارهم وتكردسوا على النهر الجامد ، فانفقأ الجمد من تحتهم ، فغرق منهم جماعة كثيرة ، وأفلت من نجا منهم من المصاف والغرق صحبة هلاون راجعاً إلى
108
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 108