نام کتاب : صلة تاريخ الطبري نویسنده : عريب بن سعد القرطبي جلد : 1 صفحه : 125
عنه ولم يزل ابن ياقوت في ذلك اليوم ثابتا بعد أن انهزم ابن الخال وأبلى بلاء حسنا فلما لم يجد ابن ياقوت مساعدا انهزم وانهزم عبد الواحد بن المقتدر وبقى المقتدر وحده وحوله جماعة من العامة وهو يحض الناس على القتال ويسألهم الثبات معه ويتوسل إليهم بالله وبنبيه وببردته ويمسح المصحف على وجهه إلى أن أقبل موكب علي بن يلبق وكان قد أصابته جراح في الحرب فلم يهن لها وأقبل معه فارس تحته فرس أدهم وعليه درع على رأسه زردية فضرب المقتدر ضربة بالسيف في عاتقه الأيمن فقطعت الضربة طاقا من حمائل السيف وأثخنته الضربة وكان السيف بيد المقتدر مجردا وقد كان نافع صاحب ركاب مونس ضرب بيده إلى عنان دابة المقتدر ليسير به إلى مونس فلما ضربه الفارس خلى نافع عنانه ومضى الفارس بعد أن ضربه ولم يقف عليه ووافى بعد هذا الفارس ثلاثة فوارس يقال لأحدهم بهلول وللثاني سيمجور ورفيق لهما لم أحفظ اسمه فوقفوا بالمقتدر يخاطبونه ويسمعون منه منه فأخذ أحدهم السيف من يده وانترع الآخر البردة والخفتان منه وطالب الثالث بخاتمه فدفعه إليه وكان الخاتم ياقوتا أحمر مربعا فضربه أحد الثلاثة بالسيف على جبينه فألمه فأخرج المقتدر كم قميصه ليمسح الدم عن وجهه فضربه الآخر ضربة ثالثة فتلقاها المقتدر بيده اليسرى فقطعت إبهامه وانقلبت الابهام إلى ذراعه وسقط إلى الأرض واجتمعت عليه جماعة رجالة فاحتزوا رأسه وحمل إلى مونس وذلك يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شوال سنة 320 وكان الذي حمله سراج البكتمري فلما نظر إليه مونس اشتد جزعه وغمه وناله عليه أمر عظيم وقيل إن الذي قتل المقتدر نقيط غلام مونس وأن جثته بقيت مجردة فطرح بعض المطوعة على سوأته خرقة ثم أخذها رجل من العجم وألقى عليها حشيشا إلى أن حملت الجثة إلى مونس فأضاف إليها الرأس وسلمه إلى ابن أبي الشوارب القاضي ليتولى أمره فقيل إنه دفن مع أبيه وقيل إنه دفن في رقة الشماسية وقيل أيضا انه طرح في دجلة ولم تزل الرعية يصلون في مصرعه ويدعون على قاتله وبنى في الموضع مسجد وحظيرة كبيرة وكان عمر المقتدر يوم قتل ثمانية وثلاثين سنة وشهرا وستة أيام
125
نام کتاب : صلة تاريخ الطبري نویسنده : عريب بن سعد القرطبي جلد : 1 صفحه : 125