نام کتاب : صلة تاريخ الطبري نویسنده : عريب بن سعد القرطبي جلد : 1 صفحه : 118
فتعذر ذلك عليه ثم سار وهو مغموم لما دار من الحريق في القصر يريد الموصل ونفذت كتب الوزير ابن القاسم عن المقتدر إلى جميع من في الغرب من القواد كبنى حمدان وابن طغج صاحب دمشق وإلى تكين صاحب مصر وإلى ولاة ديار ربيعة والجزيرة وآذربيجان وملوك أرمينية والثغور الجزرية والشامية يأمرهم بأخذ الطرق على مونس ويلبق وولده وزعفران ومن كان معهم ومحاربتهم والقبض عليهم وبلغ ذلك مونسا فغمه الامر وكتمه عن جميع من كان معه وسار إلى تكريت وقد انصرف عنه أكثر من كان معه ثم إن مونسا فكر في أمره والى أين تكون توجهه فلم يجد في نفسه أوثق عنده ولا أشكر ليده من بنى حمدان فإنه كان عند ذكره إياهم يقول هم أولادي وأنا أظهرتهم وكانت له عند حسين ابن حمدان وديعة فأراد أن يجتاز به ويأخذها ويسير بها إلى الرقة وقد كان بلغه تجمع بنى حمدان وحشدهم لمحاربته فلم يصدق ذلك ثقة منه بهم فرحل عن تكريت إلى بنى حمدان بعد أن شاور من حضره في الطرق التي يأخذ عليها فأشارت عليه طائفة بقطع البرية والخروج إلى هيت ثم المسير إلى شط الفرات وقال يلبق وزعفران لمونس الصواب مسيرك إلى الموصل كيف تصرفت الحال لوجوه من المصالح أما واحدة فلعجزك عن ركوب البرية فتتعجل الرفاهية في الماء وأخرى لئلا يقال جزع لما بلغه خبر بنى حمدان وتجمعهم وثالثة أنك إن بليت بقتالهم كانوا أسهل عليك من غيرهم فوقع هذا الرأي من مونس بالموافقة وسار يريد بنى حمدان فلم يلق لهم في طريقه رسولا ولاسمع لهم خبرا إلى أن وافى عليه بشرى النصراني كاتب أبى سليمان داود بن حمدان فاستأذن عليه يوم السبت لليلة بقيت من المحرم وخلا بمونس وأدى إليه رسالة صاحبه ورسالة الحسين بن حمدان وأبى العلاء وأبى السرايا بأنهم على شكره ومعرفة حق يده ولكنهم لا يدرون كيف الخلاص مما وقعوا فيه فان أطاعوا سلطانهم كانوا قد كفروا نعمة مونس إليهم وان أطاعوا مونسا وعصوا سلطانهم نسبوا إلى الخلعان وسألوه أن يعدل عن بلدهم لئلا يلتقوا به ولا يمتحنوا بحربه فقال له
118
نام کتاب : صلة تاريخ الطبري نویسنده : عريب بن سعد القرطبي جلد : 1 صفحه : 118