نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 84
المرتفع في الجبل لارتفاع مكان الموقّع في الناس وعلوّ شأنه أو غير ذلك . ووجه إطلاقه على كتابة الإنشاء أنه قد تقدّم أن التوقيع في الأصل اسم لما يكتب على القصص ونحوها ، وسيأتي أن ما يكتب من ديوان الإنشاء من المكاتبات والولايات ونحوها إنما يبنى على ما يخرج من الديوان من التوقيع بخط صاحب ديوان الإنشاء أو كتّاب الدست ومن في معناهم ؛ وحينئذ فيكون التوقيع هو الأصل الذي يبني عليه المنشىء ، وقد يكون سمّي بأصله الذي نشأ عنه مجازا ، وقد يعبر عنها بصناعة الترسّل تسمية للشيء بأعم أجزائه ، إذ الترسل والمكاتبات أعظم كتابة الإنشاء وأعمّها من حيث إنه لا يستغني عنها ملك ولا سوقة ، بخلاف الولايات ، فإنها مختصّة بأرباب المناصب العليّة دون غيرهم ؛ وعلى ذلك بنى الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي [1] رحمه اللَّه تسمية كتابه « حسن التوسّل ، إلى صناعة الترسّل » . الفصل الثاني في تفضيل كتابة الإنشاء على سائر أنواع الكتابة قد تقدّم في الفصل الذي قبله أن الكتابة وإن كثرت أقسامها وتعدّدت أنواعها لا تخرج عن أصلين : كتابة الإنشاء ، وكتابة الأموال . فأما كتابة الإنشاء فالمراد بها كل ما رجع من صناعة الكتابة إلى تأليف الكلام وترتيب المعاني : من المكاتبات والولايات والمسامحات والإطلاقات ومناشير الإقطاعات والهدن والأمانات والأيمان وما في معنى ذلك ككتابة الحكم ونحوها . وأما كتابة الأموال فالمراد بها كل ما رجع من صناعة الكتابة إلى تحصيل
[1] محمود بن سلمان بن فهد الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي : أديب كبير ولد في حلب وولي الإنشاء في دمشق وانتقل إلى مصر حيث كتب في الديوان . وكان شيخ صناعة الإنشاء في عصره . توفي سنة 725 ه . ( الأعلام 7 / 172 وكشف الظنون : 1 / 666 ) .
84
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 84