responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 534


ما كنت لأتخطَّى المسك إلى الرّماد ، ولا أمتطي الثّور دون الجواد ، وإنما يتيمّم من لا يجد ماء ، ويرعى الهشيم ، من عدم الجميم [1] ، ويركب الصّعب من لا ذلول له ؛ ولعلك إنما غرّك من علمت صبوتي إليه ، وشهرت مساعفتي له من أقمار العصر ، ورياحين المصر ، الذين هم الكواكب علوّهمم ، والرياض طيب شيم :
من تلق منهم تقل لا قيت سيّدهم فحنّ قدح ليس منها ، ما أنت وهم ؟ وأين تقع منهم ؟ وهل أنت إلا واو عمرو فيهم ؟ وكالوشيظة [2] في العظم بينهم ؛ وإن كنت إنما بلغت قعر تابوتك ، وتجافيت لقميصك عن بعض قوتك ، وعطَّرت أردانك ، وجررت هميانك ، واختلت في مشيتك ، وحذفت فضول لحيتك ، وأصلحت شاربك ، ومططت حاجبك ، ورقّقت خطَّ عذارك ، واستأنفت عقد إزارك ، رجاء الاكتنان فيهم ، وطمعا في الاعتداد منهم ، فظننت عجزا ، وأخطأت استك الحفرة [3] ؛ واللَّه لو كساك محرّق البردين [4] ، وحلَّتك مارية بالقرطين ، وقلَّدك عمرو الصّمصامة ، وحملك الحارث على النّعامة ، ما شككت فيك ، ولا تكلمت بملء فيك ، ولا سترت إياك ، ولا كنت إلا ذاك . وهبك ساميتهم في ذروة المجد والحسب ، وجاريتهم في غاية الظَّرف والأدب ، ألست تأوى إلى بيت قعيدته لكاع [5] ، إذ كلهم عزب خالي الذراع ، وأين من أنفرد به ممن



[1] الجميم هو النبت الذي طال بعض الطول ولم يتم . ( اللسان 12 / 107 ) .
[2] هي قطعة عظم تكون زيادة في العظم الصميم . ( اللسان 7 / 465 ) .
[3] يضرب لمن لم يصب موضع الحاجة . ( المستقصى 1 / 102 ) .
[4] كان عمرو بن هند يلقب بالمحرّق لأنه حرّق مائة من بني تميم . ومحرّق أيضا لقب الحرث بن عمرو ملك الشام من آل جفنة ، وانما سمي بذلك لأنه أول من حرّق العرب في ديارهم . وامرؤ القيس بن عمرو بن عديّ اللخمي يدعى محرّقا . ( اللسان 10 / 42 ) .
[5] يقال للرجل لكع وللمرأة لكاع ، بصيغة المنادى ، على سبيل التحقير . وفي حديث عمر أنه قال لأمة رآها : يا لكعاء ، أتشبّهين بالحرائر ؟ وقال أبو الغريب النصري : < شعر > أطوّف ما أطوف ثم أوي إلى بيت قعيدته لكاع < / شعر > ( اللسان 8 / 323 ) .

534

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست