ربيعة الفرس ، وهو ربيعة نزار ، وبين قبائل اليمن ؛ وكانت الغلبة فيه لبني ربيعة ، فقتلوا من قبائل اليمن خلقا كثيرا ، وكان قائد ربيعة كليب بن ربيعة ملك بني وائل ( واسمه وائل وكليب لقب عليه ) وهو من ربيعة الفرس ، وكان قد ملَّك على بني معدّ وقبائل جموع العرب وهزمهم وعظم شأنه ، وبقي زمانا من الدهر ، ثم داخله زهو شديد ، وبغى على قومه فصار يحمي عليهم مواقع السّحاب ، ولا يرعى حماه ، ويقول : وحش أرض كذا في جواري ، فلا يصاد ؛ ولا ترد إبل مع إبله ، ولا توقد نار مع ناره ؛ وبقي كذلك حتّى قتله جسّاس بن مرّة الوائليّ أيضا ؛ ولما قتل كليب توالت الحروب بسبب قتله بين بني تغلب ، وبين بكر ابني وائل ؛ وكان قائد بني تغلب مهلهل أخو كليب ، وقائد بني بكر مرّة أبو جسّاس المقدّم ذكره ؛ فكان بينهم يوم عنيزة [1] ، وتكافأ فيه الفريقان ، ثم كان بينهم يوم واردات [2] ، وانتصر فيه بنو تغلب على بكر ، ثم كان بينهم يوم الحنو [3] ، وانتصرت فيه بكر على تغلب ، ثم كان بينهم يوم العصيّات [4] ، وانتصرت فيه تغلب على بكر ، وأصيب بنو بكر حتّى ظنوا أنهم قد بادوا ، ثم كان بينهم يوم قضّة [5] ، وهو يوم التحالق كثر فيه القتل بين الفريقين ، في أيام أخر لم يشتدّ فيها القتال .
ومن أيام غيرهم المشهورة يوم عين أباغ [6] . وعين أباغ موضع يقال له ذات الخيار ؛ وكان الحرب فيه بين غسّان ولخم ، وكان قائد غسّان الحارث الذي طلب أدرع امريء القيس ، وقيل غيره ، وكان قائد لخم

[1] عنيزة : موضع باليمامة ( نهاية الأرب 412 ) .
[2] واردات : موضع عن يسار طريق مكة وأنت قاصدها . ( معجم البلدان 5 / 347 ) .
[3] يوم حنوذي قار ، وحنو قراقر ، واحد ( معجم البلدان 2 / 312 ) .
[4] في « أيام العرب في الجاهلية » ص 156 : هو يوم « القصيبات » وكانت الدائرة فيه على بكر وقتل في ذلك اليوم همام بن مرّة أخو جسّاس .
[5] قال ابن دريد : قضة موضع معروف كانت فيه وقعة بين بكر وتغلب . والقضة : الأرض التي ترابها رمل . ( معجم البلدان 4 / 368 ) .
[6] عين أباغ : واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام ( معجم البلدان 4 / 175 ) .

446