نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 442
فقال عامر للبيد : أجبه ! فرغب عن إجابته ، وكان السندريّ يقال لجدته عيساء ، وكانت أمة لفاختة ابنة جعفر بن كلاب ، امرأة شريح بن الأحوص ، فوقع عليها شريح فولدت له زبّان ، ويزيد ، وشهابا ، فقال لبيد : < شعر > لمّا دعاني عامر لأسبّهم أبيت وإن كان ابن عيساء ظالما ألا أيّنا ما كان شرّا لمالك فلا زال يلقى في الحياة الملاوما لكيلا يكون السّندريّ نديدنا وأشتم أعماما عموما عماعما [1] وأنشر من تحت القبور أبوّة كراما هم شدّوا عليّ التّمائما لعبت على أكتافهم وحجورهم وليدا وسمّوني وليدا وعاصما بلى أيّنا ما كان شرّا لمالك فلا زال في الدّنيا ملوما ولائما < / شعر > ووثب الحطيئة فقال : < شعر > ما يحسن الحكَّام بالفصل بعدما بدا سابق ذو غرّة وحجول ؟ < / شعر > حتّى أتى على قصيدة كاملة ، ثم قال : < شعر > يا عام [2] قد كنت ذا باع ومكرمة لو أنّ مسعاة من جاريته أمم [3] < / شعر > وأقام القوم على ذلك أياما ، فأرسل هرم إلى عامر فأتاه سرّا لا يعلم به أحد ، فقال : يا عامر كنت أحسب أن لك رأيا ، وأن فيك خيرا ، وما حبستك هذه الأيام إلا لتنصرف عن صاحبك ؛ أتنافر رجلا لا تفخر أنت ولا قومك إلا بآبائه ، فما الذي أنت به خير منه ؟ فقال عامر : أنشدك اللَّه والرحم أن لا تفضّل عليّ علقمة ، فو اللَّه لئن فعلت لا أفلح بعدها أبدا ! هذه ناصيتي لك فاجززها واحتكم في مالي ، فإن كنت لا بدّ فاعلا فسوّ بيني وبينه - فقال انصرف فسوف أرى رأيي : فخرج عامر وهو لا يشك أنه سيفضله عليه ؛ ثم أرسل إلى علقمة
[1] النديد أي الندّ . والعماعم : الجماعات المتفرقون . ( اللسان 3 / 45 و 12 / 428 ) . [2] يا عامر . [3] قريب متناوله ( اللسان 12 / 28 ) .
442
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 442