نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 436
يشرب من ضرع العنز ؟ قال لا ، قال مخافة أن يسمع صوت الحلب فيطلب منه ، ثم قال اشعر الناس من فاخر بهذا الأب ثمانين شاعرا وقارعهم فغلبهم . قال الصلاح الصفديّ : ما هذه إلا وقاحة عظيمة من جرير في مفاخرته أولئك الشعراء وهذا أبوه ، لكنه تغفر له هذه الوقاحة باعترافه لذلك الرجل ، وإظهار بخل أبيه . وربما كان الافتخار بالتورية والتعريض بالأمور المقتضية للشرف ، بحيث يظن السامع حقيقة الافتخار والشرف بمجرد السماع ، فإذا عرف المقصد تبين له خلاف ذلك ، كقول أبي الحسن الجزار : [1] < شعر > الاقل للَّذي يسأل عن قومي وعن أهلي لقد تسأل عن قوم كرام الفرع والأصل يريقون دم الأنعام في حزن وفي سهل وما زالوا لما يبدو ن من باس ومن بذل يرجّيهم بنو كلب ويخشاهم بنو عجل < / شعر > وقوله أيضا : < شعر > إنّي لمن معشر سفك الدّماء لهم دأب ، وسل عنهم من ربّ تحقيق تضيء بالدّم إشراقا قواضبهم فكلّ أيامهم أيّام تشريق < / شعر > وعلى هذا المنهج ما حكاه بعضهم ، قال : وجدت على قبر مكتوبا : أنا ابن من كانت الريح طوع أمره ، يحبسها إذا شاء ، ويطلقها إذا شاء ، قال فعظم في عيني ، ثم التفتّ إلى قبر آخر قبالته فإذا عليه مكتوب : لا يغترّ أحد بقوله ، فما كان أبوه إلا بعض الحدّادين ، يحبس الريح في كيره إذا شاء ، ويرسلها إذا
[1] لعله أبو الحسين الجزار ، الشيخ جمال الدين ، الأديب المصري الشاعر ، المتوفى سنة 679 ه . كان بديع المعاني جيّد التورية حلو النادرة . عاش مرتزقا بالشعر ( فوات الوفيات 4 / 277 ) .
436
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 436