نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 35
وذكر شواهدها . ليكون كالشرح عليها . والبيان لما أجملته والتّتمّة لما لم يسقه الفكر إليها . فامتثلت أمره بالسمع والطاعة . ولم أتلكَّأ وإن لم أكن من أهل هذه الصناعة . غير أن القريحة بذلك لم تسمح . وصار المقتضي يضعف والمانع يترجّح . لأعذار قد تشابه محكمها . وضرورات ، إن لم يعلمها الخلق فاللَّه يعلمها . إلى أن لاحت لي بوارق الفتح . وظهرت وللَّه الحمد آثار المنح . فعند ذلك بلغت النفس أملها ، وأضفت مواهب الامتنان حللها . وتلا لسان العناية على الغبيّ الحاسد * ( ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ) * [1] . فشرعت في ذلك بعد أن استخرت اللَّه تعالى « وما خاب من استخار » . وراجعت أهل المشورة ( وما ندم من استشار ) مستوعبا من المصطلح ما اشتمل عليه « التعريف » و « التثقيف » [2] . موضحا لما أبهماه بتبيين الأمثلة مع قرب المأخذ وحسن التأليف ومتبرعا بأمور زائدة على المصطلح الشريف لا يسع الكاتب جهلها . متنقّلا من توجيه المقاصد . وتبيين الشواهد ، بما يعرف به فرع كل قضية وأصلها . آتيا من معالم الكتابة بكل معنى غريب . ناقلا الناظر في هذا المصنّف عن رتبة أن يسأل فلا يجاب إلى رتبة أن يسأل فيجيب . منبهّا على ما يحتاج إليه الكاتب من الفنون ، التي يخرج بمعرفتها عن عهدة الكتابة ودركها [3] . ذاكرا من أحوال الممالك المكاتبة عن هذه المملكة ما يعرف به قدر كل مملكة وملكها . مبينا جهة قاعدتها ، التي هي محل الملك شرقا أو غربا ، أو جنوبا أو شمالا . معرفا الطريق الموصل إليها ، برّا وبحرا ، وانقطاعا واتصالا . ذاكرا مع كل قاعدة مشاهير بلدانها ، إكمالا للتعريف . ضابطا لأسمائها بالحروف كي لا يدخلها التبديل والتحريف .
[1] سورة فاطر / 2 . [2] إشارة إلى كتابي « التعريف بالمصطلح الشريف » و « تثقيف التعريف » المذكورين سابقا . [3] دركها ودركها ، بالفتح أو التسكين أي تبعتها ( القاموس 3 / 311 ) .
35
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 35