نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 348
وقال * ( وضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً ) * [1] الآية ، وقال * ( وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ) * [2] إلى غير ذلك من آي القرآن . وضرب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم الأمثال فقال « ضرب اللَّه مثلا صراطا مستقيما ، وعلى جنبي الصّراط أبواب مفتّحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى رأس الصّراط داع يقول ادخلوا الصّراط ولا تعرّجوا : فالصّراط الإسلام ، والسّتور حدود اللَّه ، والأبواب محارم اللَّه ، والداعي القرآن » إلى غير ذلك من الأمثال التي ضربها صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . ومحل الكلام على أمثال القرآن وأمثال الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ما تقدّم من الكلام على القرآن الكريم والأخبار . ثم هي على ضربين : قريب الفهم بظهور معناه ، وكثرة دورانه بين الناس ، وبعيد الفهم لخفائه ، وقلة دورانه بين الناس . فالقريب من الفهم الكثير الدوران على الألسنة مثل قولهم : « عند الصّباح يحمد القوم السّرى » ، وهو مثل يضرب للترغيب في السير في الليل [3] ، والحث عليه ؛ وأوّل من أرسله مثلا خالد بن الوليد رضي اللَّه عنه ، قاله في صبح ليلة قطع فيها مفازة كانت في طريقه من العراق إلى الشام ؛ وقولهم « ساء سمعا فأساء إجابة » [4] . وأوّل من قال ذلك سهيل بن عمرو وكان تزوّج صفيّة بنت أبي جهل فولدت له ابنه أنسا ، فرآه الأخنس بن شريق الثقفيّ معه فقال من هذا ؟ فقال سهيل ابني - فقال الأخنس حيّاك اللَّه يا بنيّ ! أين أمّك ؟ فقال : لا واللَّه ما أمي ثمّ ، انطلقت إلى بيت أمّ حنظلة تطحن دقيقا - فقال أبوه ساء سمعا فأساء إجابة - فلما رجعا
[1] سورة النحل / 112 . [2] سورة العنكبوت / 43 . [3] في الجمهرة 2 / 42 : يضرب لما ينال بالمشقة ويوصل إليه بالتعب وفي المستقصى 2 / 168 : في الحث على مزاولة الأمر بالصبر . [4] في أمثال العرب للضبيّ / 170 والجمهرة 1 / 25 والمستقصى 1 / 153 : « أساء سمعا فأساء جابة » والجابة : اسم مثل الطاعة والطاقة ؛ والإجابة : المصدر مثل الإطاعة والإطاقة .
348
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 348