نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 33
المكبرة في جملة كثيرة من المكاتبات ، فلم يقع الغنى به عما سواه ، ولا الاكتفاء بالنظر فيه عما عداه . ثم تلاه المقرّ التقوي ابن ناظر الجيش ( رحمه اللَّه ! ) بوضع دستوره المسمّى « بتثقيف التعريف » ، مقتفيا أثره في الوضع ، وجاريا على سننه في التأليف . مع إيراد ما أهمله في تعريفه ، وذكر ما فاته من مصطلح ما يكتب أو حدث بعد تأليفه . فاشتهر ذكره وعز وجوده . ووقع الضنّ به حتّى بخل بإعارته من عرف كرمه وجوده . وكان مع ذلك قد ترك مما تضمنه التعريف مقاصد لا غنى بالكاتب عنها . ولا بد للمتلبس بهذه الصناعة منها . كالوصايا والأوصاف ، التي هي عمدة الكاتب . ومراكز البريد وأبراج الحمام ، وغير ذلك من متممات الواجب ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . فصار كلّ من الدّستورين منفردا عن الآخر بقدر زائد . ولم تقع الغنية بأحدهما عن الآخر ، وإن كانا في معنى واحد . وكيفما كان فالاقتصار على معرفة المصطلح قصور . والإضراب عن تعرّف أصول الصنعة ضعف همّة وفتور . والمقلَّد لا يوصف بالاجتهاد . وشتّان
( 1 ) المقرّ : من الألقاب التي كانت تطلق على العسكريين والوزراء ومن في معناهم ؛ ومن أعلا هذه الألقاب : المقرّ الكريم . وابن ناظر الجيش هو عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الحلبي الأصل ، ابن ناظر الجيش ، تقي الدين : فاضل ، اشتغل بالعلم وباشر كتابة الدست في حياة أبيه ثم ولي نظر الجيش استقلالا بعد أبيه . توفي سنة 786 ه ( معجم المؤلفين 5 / 193 ، والتعريف بمصطلحات صبح الأعشى 322 ) .
33
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 33