نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 318
وسعادته مواتيه ؛ وإني لأعتقد أن مقيلي في أفياء السعادة ، ونيلي كلّ مأمول وإرادة ، وتوفيقي فيما أوفّق فيه ، بما أعتمده وآتيه ، جدول من تيّار فضله وسعادته ، منوط العرى ، بسموّهمته ؛ وأودّ أن أكون عوضا عن كتابي هذا إليه ، وخطابي الوارد آنفا عليه ، لأسعد بلألاء غرّته ، وأحظى بالأشرف من خدمته ؛ أدام اللَّه أيام دولته : لأني أجدر عبيده بالمهاجرة إلى بابه ، وأولى خدمه بالمبادرة إلى جنابه ؛ ولو لا تحملي أعباء خدمته التي طوّقنيها ، وكوني نائبه لدى هذه الحضرة فيها ، ثاويا بأوامره ونواهيه في مغانيها ، لما شقّ غباري من أمّ ذراه ، ولا اتّبع آثاري مسرع رام لقياه . ولقد قمت بالواجب عليّ للنعمة - أيّده اللَّه - المنزلة إليّ ، والموهبة بمقدمه - كلأه اللَّه - المكملة لديّ ، التي أضحت بها نواجذ المخلص ضاحكة مستبشرة ، وأمست بسببها وجوه الكاشحين عابسة مستبسرة : من وافر شكر يمتري المزيد ، وعتق الإماء والعبيد ، والصدقة الدارّة على التأبيد ؛ وأنا أرغب إلى اللَّه تعالى رغبة متوسل إليه ، آمل بما لديه ، أن يجعل بركة كل خير درّت به أخلافه ، وكرّت لأجله أحلافه ، عائدة عليه ، وميامنه ثائبة إليه ، مؤذنة بتعميره ملكا حلاحلا [1] ، لا يلقى مؤملوه ليمّ فضله ساحلا ، وأن يمدّ لسيدي عضد الدولة في البقاء ، ويمتعه به وبسابقيه من إخوته الأمراء ، ويريه فيهم وفيه ، قصوى ما تسمو إليه هممه وأمانيه . وإني لمتوكف لما يصلني من كتاب ينبيء عن اسمه الكريم وكنيته ، لأعتمد ما أستوجبه في خدمته ومكاتبته ؛ وسيدي عضد الدولة أدام اللَّه علاه ، وليّ ما يستصوبه ويراه : من الأمر بمكاتبتي بذلك وبمتجددات النعم ، وأوانف المواهب الغالية القيم ، لآخذ وافر سهمي من السرور ، وجزيل قسمي من الجذل والحبور ، وتصريفي بين أمره الممتثل المطاع ، ونهيه المقابل بالاتباع ، إن شاء اللَّه تعالى .
[1] الحلاحل هو السيّد الشجاع الضخم الكثير المروءة . ولا يقال ذلك للنساء ، وليس له فعل . ( القاموس 3 / 371 ) .
318
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 318