نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 157
وأما بلاد الشأم فكان أوّل قوّتهم بها أنه دخل منهم إلى الشام رجل يسمى بهرام بعد قتل خاله إبراهيم الأسد ابادي ببغداد في أيام تاج الملوك بوري [1] صاحب الشام ، وصار إلى دمشق ودعا إلى مذهبه بها ، وعاضده سعيد المردغاني ، وزير بوري ، حتى علت كلمته في دمشق وسلم له قلعة بانياس [2] ، فعظم أمر بهرام وملك عدّة حصون بالجبال أظنها القلاع المعروفة بهم إلى الآن ، وهي سبع قلاع بين حماه وحمص متصلة بالبحر الروميّ على القرب من طرابلس وهي : مصياف ، والرّصافة ، والخوابي والقدموس ، والكهف ، والعليقة ، والمينقة ، ومن هنا سمّيت بقلاع الدعوة . وكان آخر الأمر من بهرام أنه قتل في حرب جرت بينه وبين أهل وادي التّيم [3] ، وقام مقامه بقلعة بانياس [4] رجل منهم اسمه إسماعيل ، وأقام الوزير المردغانيّ [5] عوض بهرام بدمشق رجلا منهم اسمه أبو الوفاء فعظم أمره بدمشق حتى صار الحكم له بها ، وهمّ بتسليمها للفرنج على أن يسلَّموا له صور عوضا منها ، فشعر به بوري صاحب دمشق فقتله وقتل وزيره المردغاني ومن كان بدمشق من هذه الطائفة ، ولم يزل أمرهم يتنقّل بالشام لواحد بعد واحد من مقدّميهم إلى أن كان المقدّم عليهم في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب أبو الحسن راشد الدين سنان البصريّ وكان بينهم وبين السلطان صلاح الدين مباينة
[1] حارب هذا الأمير إلى جانب والده طغتكين الصليبيين في اخلاص وشجاعة منذ حداثته ثم خلف والده عام 522 ه . وحاول الإسماعيلية أن يزيدوا من سلطانهم بواسطة أبي زيد طاهر المزدغاني ( بالزاي المعجمة ) فأصبح ممثلهم أبو الوفاء يكاد يكون أقوى نفوذا من بورى نفسه ثم عمد بورى إلى قتل وزيره وذبح الإسماعيلية عن آخرهم وكانوا يبلغون عشرين ألفا . ثم هبّ للدفاع عن دمشق مما اضطر الصليبيين إلى الارتداد غير أن انتقام الإسماعيلية لم يبطيء في اللحاق به فغدر به أحد عمالهم عام 525 ه وتوفي متأثرا بجراحه في العام التالي ( دائرة المعارف الإسلامية 8 / 332 ) . [2] لعلَّها : بلنياس . قال ياقوت : كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص . ( معجم البلدان 1 / 489 ) . [3] في منطقة البقاع الغربي من لبنان عند السفح الغربي لجبل الشيخ وفيه اليوم حاصبيا وراشيا . [4] لعلَّها : بلنياس . قال ياقوت : كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص . ( معجم البلدان 1 / 489 ) . [5] بالزاي المعجمة حسب دائرة المعارف الإسلامية كما مرّ معنا في الهامش رقم 1 .
157
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 157