نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 155
وجهه ، من فاطمة بنت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . وهم فرقة من الشّيعة معتقدهم معتقد غيرهم من سائر الشّيعة أن الإمامة بعد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم انتقلت بالنص إلى عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه ، ثم إلى ابنه الحسن ، ثم إلى أخيه الحسين ، ثم تنقّلت في بني الحسين إلى جعفر الصادق ، ثم هم يدّعون انتقال الإمامة من جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل ، ثم تنقلت في بنيه . وسمّوا الفداوية لأنهم يفادون بالمال على من يقتلونه . ويسمّون في بلاد العجم بالباطنية لأنهم يبطنون مذهبهم ويخفونه ، وتارة بالملاحده لأن مذهبهم كلَّه إلحاد . وهم يسمّون أنفسهم أصحاب الدعوة الهادية . وسيأتي الكلام عند ذكر تحليفهم في الكلام على الأيمان إن شاء اللَّه تعالى . وكانوا في الزمن المتقدّم قد علت كلمتهم ، واشتدّت شكيمتهم ، وقويت شوكتهم ، واستولوا على عدّة قلاع ببلاد العجم وبلاد الشأم . فأمّا بلاد العجم فكان بداية قوّتهم وانتشار دعوتهم في دولة السلطان ملكشاه السلجوقيّ في المائة الخامسة . وذلك أنه كان من مقدّميهم رجل اسمه عطاش فنشأ له ولد يسمى أحمد [1] فتقدّم في مذهبهم وارتفع شأنه فيهم ، وألمّ به من في بلاد العجم منهم ، فغلب على قلعة بأصبهان ، كان قد بناها السلطان ملكشاه المتقدّم ذكره ، وقلعة بالطالقان [2] تعرف بقلعة الموت [3] ؛ وكان من تلامذته رجل يقال له الحسن بن الصبّاح [4] ذو شهامة وتقدّم في علم الهندسة والحساب والنجوم
[1] أحمد بن عبد الملك بن عطَّاش . زعيم باطني من أهل أصبهان ؛ انقاد له الإسماعيلية وألبسوه تاجا . قاتله السلطان بركيارق ثم أسره وسلخ جلده وحمل رأسه إلى بغداد سنة 500 ه . والمؤرخون يصفونه بالجهل ويرون انقياد الإسماعيلية الباطنية له إنما هو لما كان لأبيه من المكانة فيهم . ( الأعلام 1 / 163 - 164 ) . [2] الطالقان بلدة بخراسان بين مرو والروذ وبلخ . وقال الأصطخري : اكبر مدينة بطخارستان طالقان ( معجم البلدان 4 / 6 ) . [3] قلعة ألموت Alamout من نواحي قزوين . ( الأعلام 2 / 193 ) . [4] هو الحسن بن الصبّاح - بالباء الموحدة المشدودة - بن علي الإسماعيلي ؛ مولده في مرو . تتلمذ لأحمد بن عطَّاش . كان مقدم الإسماعيلية في أصفهان ثم دعا للمستنصر الفاطمي . وما لبث أن استولى على قلعة ألموت ونواحيها واستقر فيها إلى أن توفي سنة 518 ه . وهو صاحب الدعوة النزارية وكان من دهاة العالم . والأوروبيون يسمون أصحابه الحشاشين Assassins . ( الأعلام 2 / 193 ) .
155
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 155