responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 104


ويطيب له من جاه خدمته - فإنه قد قيل « الزم الصحة [1] يلزمك العمل » ؛ لأنه يمتنع من المنافع التي تصل إليه من أطيب المكاسب ، وتسلم من تبعات العاجل والآجل ، وتخلص من قبيح الأحدوثة [2] وإطلاق ألسن الحسدة بالطعن والتأنيب ، وينال بجاه السلطان ونفوذ الأمر من غير خيانة للمؤتمن ولا اشتكاء للرعية - فإنه لو لا هذه المنافع لغني الانسان بالقناعة ، ورضي بالكفاف ، وسلم من المخاطرة بدينه ودنياه في سلامة السلطان . إذ لا يجوز أن يستفرغ وسعه ويعرّض نفسه للخطر فيما لا تحسن له عائدة ، ولا تخلص منه فائدة ، في جاه ولا مال . وقد علم ما كان عليه أهل هذه الطبقة في سائر الدول وما حصلوه من الذخائر واقتنوه من القنيات النفيسة ، التي أقدرتهم على إظهار مروءاتهم ، واتخاذ الصنائع عند الأحرار ، وحراسة النعم على الدوائر [3] والأعقاب . وإنما حصلوا على ذلك من حيث معرفتهم بوجوه المكاسب ، وأبواب المرافق ، لا من الخيانة وذميم الطعم [4] . لأنهم كانوا في أزمنة لا يغضى فيها عن متكسّب من رشوة ولا مصانعة ولا اغتصاب ولا سبب من أسباب الظلم وان جلت منزلته وعظمت مرتبته .
ومنها طلب الثناء والحمد وهو من أفضل المقاصد السنية وأعلاها رتبة - لأنه يتلو الأجر في البقاء والدوام ، وكلما كانت الهمة أعظم وأشرف ، كانت إليه أرغب وبه أكلف . ولفضل هذا رغب فيه الأشراف وعلية الناس حتى قال



[1] هكذا بالأصل . ولعلها : النصيحة .
[2] الأحدوثة هي ما حدّث به اللسان . ( اللسان 2 / 132 ) .
[3] الدائرة والدارة هي ما أحاط بالشيء . وفي هامش الطبعة الأميرية يرجح المحقق أن يكون اللفظ في الأصل : « على الدراري » بما يتناسب مع الأعقاب ، وبذلك يكون الخطأ من الناسخ ؛ غير أننا نرجح صحة استعمالها هنا لأنها بمعنى : على من هم في دائرتهم ومحيطهم من الأصدقاء والمقربين .
[4] هنا أيضا يرجح محقق الطبعة الأميرية حدوث التصحيف من قبل الناسخ ، ويعتقد أن أصلها : الطمع ، ونحن نرى استقامة استعمالها وتثبيتها بالمعنى الذي أشرنا إليه في الحاشية الثانية من الصفحة السابقة ، ولا ضرورة لافتراض التصحيف .

104

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست