responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 234


المقصد الثاني في كيفية استعمال آيات القرآن الكريم واعلم أن تضمين الكلام بعض آي القرآن الكريم ينقسم عند أهل البلاغة إلى قسمين :
أحدهما - الاستشهاد بالقرآن الكريم ، وهو أقلهما وقوعا في الكلام ودورانا في الاستعمال : وهو أن يضمن الكلام شيئا من القرآن الكريم ، وينبه عليه مثل قول الحريري في مقاماته : فقلت وأنت أصدق القائلين * ( ( وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) ) * [1] . وقول أبي إسحاق في عهد لملك عن خليفة بعد الأمر بالتقوى والحث عليها : فإذا اطلع اللَّه منه على نقاء جيبه ، وطهارة ذيله ، وصحة مروءته ، واستقامة سيرته ، أعانه على حفظ ما استحفظه ، وأنهضه بثقل ما حمله ، وجعل له مخلصا من الشبهة ، ومخرجا من الحيرة .
فقد قال اللَّه تعالى * ( ( ومَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَه مَخْرَجاً ويَرْزُقْه مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ) * [2] وقد قال اللَّه عز وجل * ( ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِه ولا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ) * [3] وقال عز اسمه * ( ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ) * [4] إلى آي كثيرة حضنا بها على كرم الخلق ، وأسلم الطرق ؛ فالسعيد من نصبها رأي ناظره ، والشقي من نبذها وراء ظهره ، وأشقى منه من يحث عليها وهو صادف عنها ، فأجاب إليها وهو بعيد منها . وله ولأمثاله يقول اللَّه عز وجل * ( ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) ) * [5] وأكثر مشي الصابي [6] في كتابه على هذا الأسلوب



[1] سورة الأنبياء / 34 .
[2] سورة الطلاق / 2 .
[3] سورة آل عمران / 102 .
[4] سورة التوبة / 119 .
[5] سورة البقرة / 44 .
[6] هو أبو إسحاق الصابي : نابغة كتاب جيله . تقلد دواوين الرسائل والمظالم والمعاون تقليدا سلطانيا في أيام المطيع للَّه العباسي ، ثم قلده معز الدولة الديلمي ديوان رسائله سنة 349 ه . توفي سنة 384 ه . ( الأعلام 1 / 78 ) .

234

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست