نام کتاب : شهيد الولاء حجر بن عدي الكندي نویسنده : السيد هاشم محمد جلد : 1 صفحه : 28
وأما عدم تزعزع ايمانه الجديد بترسبات الجاهلية ، فيعلله السبيتي : « بان اسلامه كان متأخرا لان حجرا تقدم إلى الاسلام ولم تكن قد اختمرت في نفسه المبادئ الجاهلية . تقدم وهو فارغ من النوازع الوثنية الجاهلية وعوامل الوراثة » [38] . إذن . فإنما فضل على بعض الصحابة الكبار الذين عاشوا الجاهلية مدة أطول ، لأنه كان صغير السن حينما عاصر الجاهلية ودخل الاسلام ، لذلك لم تؤثر فيه ظروف الجاهلية ورواسبها كثيرا ، بالإضافة إلى ما ذكرناه من مؤهلاته الوراثية والتربوية وخصاله النفسية ، من الفتوة ، والثبات والوعي ، ظهرت آثارها في مستقبل أيامه ، ونضيف لذلك انه اتجه في عقيدته منذ بدايات اسلامه لموالاة الإمام علي وأهل البيت : ، حيث رأى أن ولاءهم وخطهم يمثل طريق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ، وآمن به عن عمق ووعي ، متجردا عن كل المطامع الدنيوية ، وقد أثبتت التجارب ان من آمن بالأئمة وبخطهم عن عمق ووعي ، لا لأغراض شخصية أو أطماع دنيوية أو عوامل تقليدية ، لم يتزعزع ايمانه تجاه كل التحديات والعقبات . ومما يدل على هذه الخصال الحميدة فيه ، تقواه والتزامه الشديد بالأحكام والتعاليم الشرعية ، فإنه كان مواضبا على ممارسة الواجبات والمستحبات والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر حتى في أشد الظروف ،