نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 99
وما ذاك والله أعلم الا لبركة مراعيها هذا على افراط سمنه ولو كان سواه من لحوم البلاد ينتهى ذلك المنتهى في السمن للفظته الأفواه ودكا ولعافته وتجنبته والأمر في هذا بالضد كلما ازداد سمنا زادت النفوس فيه رغبة والنفس له قبولا فتجده هنيئا رخصا يذوب في الفم قبل ان يلاك مضعا ويسرع لخفته عن المعدة إنهضاما وما أرى ذلك الا من الخواص الغريبة وبركة البلد الأمين قد تكفلت بطيبة لا شك فيه والخبر عنه يضيق عن الخبر له والله يجعل فيه رزقا لمن تشوق بلدته الحرام وتمنى هذه المشاهد العظام والمناسك الكرام بعزته وقدرته وهذه الفواكه تجلب إليها من الطائف وهي على مسيرة ثلاثة أيام منها على الرفق والتؤدة ومن قرى حولها وأقرب هذه المواضع يعرف بأدم هو من مكة على مسيرة يوم أو أزيد قليلا وهو من بطن الطائف ويحتوى على قرى كثيرة ومن بطن مر وهو على مسيرة يوم أو أقل ومن نخلة وهي على مثل هذه المسافة ومن أودية بقرب من البلد كعين سليمان وسواها قد جلب الله إليها من المغاربة ذوي البصارة بالفلاحة والزراعة فأحدثوا فيها بساتين ومزارع فكانوا أحد الأسباب في خصب هذه الجهات وذلك بفضل الله عز وجل وكريم اعتنائه بحرمة الكريم وبلده الأمين ومن اغرب ما ألفيناه فاستمتعنا بأكله وأجرينا الحديث باستطابته ولا سميا لكوننا لم نعهده الرطب وهو عندهم بمنزلة التين الأخضر في شجره يجنى يؤكل وهو في نهاية من الطيب واللذاذة لا يسأم التفكه به وإبانه عندهم عظيم يخرج الناس اليه كخروجهم إلى الضيعة أو كخروج أهل المغرب لقراهم أيام نضج التين والعنب ثم بعد ذلك عند تناهى نضجه يبسط على
99
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 99