نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 85
عشرة ( حطوة ) وما بين الصفا والمروة مسيل هو اليوم سوق حفيله بجميع الفواكه وغيرها من الحبوب وسائر المبيعات الطعامية والساعون لا يكادون يخلصون من كثرة الزحام وحوانيت الباعة يمينا وشمالا وما للبلدة سوق منتظمة سواها الا البزازين والعطارين فهم عند باب بني شيبة تحت السوق المذكورة وبمقربة تكاد تتصل بها وعلى الحرم الشريف جبل أبي قبيس وهو في الجهة الشرقية يقابل ركن الحجر الأسود وفي أعلاه رباط مبارك فيه مسجد وعليه سطح مشرف على البلدة الطيبة ومنه يظهر حسنها وحسن الحرم واتساعه وجمال الكعبة المقدسة القائمة وسطه وقرات في اخبار مكة لأبي الوليد الأزرقي انه أول جبل خلقه الله عز وجل وفيه استودع الحجر زمن الطوفان وكانت قريش تسميه الأمين لأنه أرى الحجر إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم وفيه قبر آدم صلوات الله عليه وهو أحد أخشبي مكة والأخشب الثاني الجبل المتصل بقعيقعان في الجهة الغربية صعدنا إلى جبل أبي قبيس المذكور وصلينا في المسجد المبارك وفيه موضع موقف النبي صلى الله عليه وسلم عند انشقاق القمر له بقدرة الله عز وجل وناهيك بهذه الفضيلة والبركة والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء حتى الجمادات من مخلوقاته لا إله سواه وفي أعلاه آثار بناء جص مشيد كان اتخذه معقلا أمير البلد عيسى أبو مكثر المذكور فهدمه عليه أمير الحج العراقي لمخالفة صدرت عنه فغادره خرابا وألفيت منقوشا على سارية خارج باب الصفا تقابل السارية الواحدي من اللتين أقيمتا علما لطريق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصفا داخل الحرم المتقدمي الذكر امر عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين أصلحه الله
85
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 85