نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 67
القرمطي لعنه الله كان الذي كسره وقد شدت جوانبه بصفيحة فضة يلوح بصيص بياضها على بصيص سواد الحجر ورونقه الصقيل فيبصر الرائي من ذلك منظرا عجيبا هو قيدالأبصار وللحجر عند تقبيله لدونة ورطوبة يتنعم بها الفم حتى يود اللائم الا يقلع فمه عنه وذلك خاصة من خواص العناية الإلهية وكفى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وإنه يمين الله في ارضه نفعنا الله باستلامه ومصافحته وأوفد عليه كل شيق اليه بمنه وفي القطعة الصحيحة من الحجر مما يلي جانبه الذي يلي يمين المستلم له إذا وقف مستقبله نقطة بيضاء صغيرة مشرقة تلوح كأنها خال في تلك الصفحة المباركة وفي هذه الشامة البيضاء أثر ان النظر إليها يجلو البصر فيجب على المقبل ان يقصد بتقبيله موضع الشامة المذكورة ما استطاع والمسجد الحرام يطيف به ثلاثة بلاطات على ثلاث سوار من الرخام منتظمة كأنها بلاط واحد ذرعها في الطول أربعمائة ذراع وفي العرض ثلاثمائة ذراع فيكون تكسيره محققا ثمانية وأربعين مرجعا وما بين البلاطات فضاء كبير وكان عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرا وقبة زمزم خارجة عنه وفي مقابلة الركن الشامي رأس سارية ثابتة في الأرض منها كان حد الحرم أولا وبين رأس السارية وبين الركن الشامي المذكور اثنتان وعشرون خطوة والكعبة في وسطه على استواء من الجوانب الأربعة ما بين الشرق والجنوب والشمال والغرب وعدد سواريه الرخامية التي عددتها بنفسي أربعمائة سارية وإحدى وسبعون سارية حاشى الجصية التي منها في دار الندوة وهي التي زيدت في الحرم وهي داخلة في البلاط الآخذ من الغرب إلى الشمال ويقابلها المقام مع الركن العرقي وفضاؤها متسع يدخل من
67
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 67