نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 62
وهذا المقام الكريم الذي داخل هذا القبو هو مقام إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وهو حجر مغشى بالفضة وارتفاعه مقدار ثلاثة أشبار وسعته مقدار شبرين وأعلاه أوسع من أسفله فكأنه وله التنزيه والمثل الأعلى كانون فخار كبير أوسطه يضيق عن أسفله وعن أعلاه عايناه وتبركنا بلمسه وتقبيله وصب لنا في أثر القدمين المباركتين ماء زمزم فشربناه نفعنا الله به وأثرهما بين وأثر الأصابع المكرمة المباركة فسبحان من ألانه لواطئه حتى أثرت فيه ولا تأثير القدم في الرمل الوثير سبحان جاعله من الآيات البينات ولمعاينته ومعاينة البيت الكريم هول يشعر النفوس من الذهول ويطيش الأفئدة والعقول فلا تبصر الا لحظات خاشعة وعبرات هامعة ومدامع باكية وألسنة إلى الله عز وجل ضارعة داعية وبين الباب الكريم والركن العراقي حوض طوله اثنا عشر شبرا وعرضه خمسة أشبار ونصف وارتفاعه نحو شبر متصل من قابلة عضادة الباب التي تلي الركن المذكور آخذا إلى جهته وهو علامة موضع المقام مدة إبراهيم عليه السلام إلى أن صرفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الموضع الذي هو الآن مصلى وبقى الحوض المذكور مصبا لماء البيت إذا غسل وهو موضع مبارك يقال إنه روضة من رياض الجنة والناس يزدحمون للصلاة فيه وأسفله مفروش برملة بيضاء وثيرة وموضع المقام الكريم هو الذي يصلى خلفه يقابل ما بين الباب الكريم والركن العراقي وهو إلى الباب أميل بكثير وعليه قبة خشب في مقدار القامة أو أزيد مركنة محددة بديعة النقش سعتها من ركنها الواحد إلى الثاني أربعة أشبار وقد نصبت على الموضع الذي كان فيه المقام وحوله تكفيف من حجارة نصت على حرف كالحوض المستطيل في ارتفاعه نحو شبر وطوله
62
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 62