نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 249
وهو يشق تحت الربوة وقد نقر له في الحجر الصلد أسفلها حتى انفتح له متسرب واسع كالغار وربما انغمس الجسور من سباح الصبيان أو الرجال من أعلى الربوة في النهر واندفع تحت الماء حتى يشق متسربه تحت الربوة ويخرج أسفلها وهي مخاطرة كبيرة ويشرف من هذه الربوة على جميع البساتين الغربية من البلد ولا اشراف كإشرافها حسنا وجمالا واتساع مسرح للابصار وتحتها تلك الأنهار السبعة تتسرب وتسيح في طرق شتى فتحار الابصار في حسن اجتماعها وافتراقها واندفاع انصبابها وشرف موضوع هذه الربوة ومجموع حسنها أعظم من أن يحيط به وصف أصف في غلو مدحه وشأنها في موضوعات الدنيا الشريفة خطير كبير ويتصل بها أسفل منها بمقربة من المسافة قرية كبيرة تعرف بالنيرب قد غطتها البساتين فلا يظهر منها الا ما سما بناؤه وبها جامع لم ير أحسن منه مفروش سطحه كله بفصوص الرخام الملون فيخيل لناظره انه ديباج مبسوط وفيه سقاية ماء رائقة الحسن ومطهرة لها عشرة أبواب يجرى الماء فيها ويطيف بها وفوقها لجهة القبلة قرية كبيرة هي من أحسن القرى تعرف بالمزة وبها جامع كبير وساقية معينة وبقرية النيرب حمام وأكثر قرى هذه البلدة فيها الحمامات وفي الجهة الشرقية من البلد عن يمين الطريق إلى مولد إبراهيم عليه السلام قرية تعرف ببيت لاهية يريدون الآلهة وكانت فيها كنيسة هي الآن مسجد مبارك وكان آزر أبو إبراهيم ينحت فيها الآلهة ويصورها فيجيء الخليل إبراهيم صلوات الله عليه وعلى نبينا الكريم فيكسرها وهي اليوم مسجد يجتمع فيه أهل القرية وسطحه كله مفروش بفصوص الرخام الملونة منتظم كله خواتيم واشكالا بديعة يخيل لمبصرها انها فرش متقنة مزخرفة وهو
249
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 249