نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 245
واسع وللمالكية زاوية للتدريس في الجانب الغربي يجتمع فيها طلبة المغاربة ولهم اجراء معلوم ومرافق هذا الجامع المكرم للغرباء وأهل الطلب كثيرة واسعة وأغرب ما يحدث به ان سارية من سواريه هي بين المقصورتين القديمة والحديثة لها وقف معلوم يأخذه المستند إليها للمذاكرة والتدريس أبصرنا بها فقيها من أهل إشبيلية يعرف بالمرادي وعند فراغ المجتمع السبعي من القراءة صباحا يستند كل انسان منهم إلى سارية ويجلس أمامه صبي يلقنه القرآن وللصبيان أيضا على قراءتهم جراية معلومة فأهل الجدة من آبائهم ينزهون أبناءهم عن أخذها وسائرهم يأخذونها وهذا من المفاخر الاسلامية وللأيتام من الصبيان محضرة كبيرة بالبلد لها وقف كبير يأخذ منه المعلم لهم ما يقوم به وبكسوتهم وهذا أيضا من أغرب ما يحدث به من مفاخر هذه البلاد وتعليم الصبيان للقرآن بهذه البلاد المشرقية كلها أنما هو تلقين يعلمون الخط في الاشعار وغيرها تنزيها لكتاب الله عز وجل عن ابتذال الصبيان له بالاثبات والمحو وقد يكون في أكثر البلاد الملقن على حدة والمكتب على حدة فينفصل من التلقين إلى التكتيب لهم في ذلك سيرة حسنة ولذلك ما يتأتى لهم حسن الخط لان المعلم له لا يشتغل بغيره فهو يستفرغ جهده في التعليم والصبي في التعلم كذلك ويسهل عليه لأنه بتصوير يحذو حذوه ويستدير بهذا الجامع المكرم أربع سقايات في كل جانب سقاية كل واحدة منها كالدار الكبيرة محدقة بالبيوت الخلائية والماء يجرى في كل بيت منها وبطول صحتها حوض من الحجر مستطيل تصب فيه عدة أنابيب منتظمة بطوله وإحدى هذه السقايات في دهليز باب جيرون وهي أكبرها وفيها من البيوت نيف على الثلاثين وفيها زائدا على السقاية المستطيلة مع جدارها حوضان كبيران مستديران يكادان يمسكان لسعتهما عرض الدار المحتوية على
245
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 245